بسبب موقف استفزّني من الفتى الذي يتولى صاج الفلافل - حيث لم يخلُ من الازدراء وقلة النظافة البدنية - قرّرت مقاطعة جميع المطاعم والبدء في الاعتماد على النفس محققاً الاكتفاء الذاتي قدر الإمكان، ولكي لا أسمع كلمات «الأوووف»..و»يابي منك» «فاضي لحالك».. «انت منقرف»،من أم العيال..تكفّلت شخصياً بإنتاج «صحن الحمص « و حبّات»الفلافل» يومياً جاعلاً هذه المهمة، مهمّة أخرى تضاف الى كتابة المقال اليومي و»اللوحات» الكوميدية وإدارة موقعي سواليف و «كرمة ليكس».
بكبسة زر على «خالي جوجل»، قرأت عن طرق تحضير هاتين المادتين (الحمص والفلافل)،فوجدت أن المقادير مألوفة وطريقة التحضير ميسّرة..لكنّي لا أملك أيّا من مستلزمات البنية التحتية لقرص الفلافل..لا بأس، من ينشد الاستقلالية الاقتصادية عليه ان يضحي ؛ اشتريت 4 كيلو حمص حبّ بخمسة دنانير، زيتاً للقلي ب3.5،، كيس بصل بدينارين،فليلفة حارة بنصف دينار، ضمة بقدونس بربع دينار،كيس ثوم ب1.25، قطرميز طحينة بدينارين وربع، قالب فلافل وملعقته بنصف دينار.فرمت الحمص المنقوع مع الفليفلة والبقدونس والبهارات «والذي منه»..ثم شرعت بالقلي :باكورة انتاجي كانت 25 قرص فلافل قمت بتوزيعها على أفراد العائلة الكريمة مجاناًً ليتذوقوا ويقارنوا، الكل أبدى إعجابه بالصناعة الوطنية وبأن لا فرق بينها وبين الفلافل المشتراة الاّ «بالقرمشة والطعم واللون» مع تأكيدهم بأنها مسائل يمكن تجاوزها في المرّات القادمة.
بعد ان تبددت نشوة الانجاز،وقفت مع نفسي وقفة صدق لأحسب كم كلفتني عملية انتاج ألـ 25 قرصاً؟ وبجمع كل ما تقدم مستثنى منه الوقت والجهد، تبين ان انتاج قرص الفلافل الواحد كلفني نصف دينار، ولو أدخلت محسنات انتاجية أخرى،لصارت تكلفة قرص الفلافل تساوي او تفوق قرص الفياجرا!!
ما علينا، أنا الآن - بمصاف الدول النامية- أقف أمام خيارين: أما اكتفاء ذاتي وانتاج محلي بتكلفة عالية في البداية، أو اعتماد على المانح والقبول بشروطه المغمسة بالوساخة الى الأبد.
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)