لم تنم عين المقدسيين والفلسطينيين ليلة أمس بالمطلق، استعدادا ليوم تمضي أحداثه على صفيح ساخن منذ ساعاته الأولى، بعد ترتيبات إسرائيلية من قبل متطرفين ومستوطنين تقف خلفهم حكومة يمينة متطرفة لذبح القرابين في حرم المسجد الأقصى المبارك، ودعوات مكثفة من قبل ما تسمى "جماعات الهيكل" الاستيطانية وعلى رأسها جماعة "العودة إلى جبل الهيكل" لذبح قربان عيد الفصح داخل المسجد الأقصى الشريف.
في الثاني والعشرين من آذار الماضي نشرت الجماعة المتطرفة إعلانا باللغة العربية في البلدة القديمة بالقدس تقدّم عروضا تشجيعية للقاطنين قرب المسجد الأقصى بتخزين القرابين مقابل أجر مادي، كما دعت أنصارها للتجمع على أبواب المسجد عشية العيد في الخامس من نيسان لذبح القربان، والذي يصادف اليوم، ومنذ ذلك الحين والجهود تبذل بشكل كبير من كافة المقدسيين والفلسطينيين لمنعهم بعدة وسائل أهمها الاعتكاف في المسجد الأقصى والدفاع عنه بأرواحهم ودمائهم فلا سلام يملكون سوى أجسادهم وأرواحهم.
ليس هذا فحسب، إنما خاطب (15) حاخاما متطرفا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير أن يتم السماح بذبح القربان داخل الأقصى، إضافة إلى الإعلان من قبلهم عن جوائز مالية تصل إلى 5500 دولار لمن ينجح بذبح القربان في المسجد، سعيا لخلق حالة من التأهب الكبيرة والخطيرة وصولا لليوم الأربعاء ليقدموا على جريمتهم التي لن يخرج منها الفلسطينيون والمقدسيون سوى منتصرين فالأقصى يحميه أبناؤه ولن تقوى إسرائيل بكل ما تملك من وسائل وأدوات وأسلحة من مقاومة ما يحمي أرضه والأقصى بروحه وجسده.
مفارقة سيئة، أن يشهد شهر رمضان المبارك قدوم ما يسمى "عيد الفصح" العبري، والذي يصرّ به الإسرائيليون على ممارسة طقوسه في الأقصى، معتقدين أن الأمر سهلا، وأن رؤوسهم ستدفن في رمال الخوف، لكن هيهات ما يظنون، فالقدس والأقصى وفلسطين تقف اليوم بروحها وجسدها ودماءها لمواجهة هذه المخططات، ولن ينالوا أيّا من أحلامهم، فلسطين اليوم تقف بجميع مدنها وقراها عند أبواب الأقصى تحميه وتصون قدسيته وحُرمته، فهو بيت من بيوت الله وحمايته واجب يقومون به على محمل الحب والكرامة.
دعوات فلسطينية منذ أيام لضرورة الاعتكاف في الأقصى لحمايته مما يخطط له المتطرفون والمستوطنين بحماية من حكومة متطرفة، يرافقها دعوات بجعل الأقصى في عين كل فلسطيني ومقدسي لينتصر على ما يواجهه من حرب إسرائيلية ليست سهلة، حرب خطيرة، لكن حتما وما قال جلالة الملك عبد الله الثاني مخاطبا شخصيات مقدسية إسلامية ومسيحية "ستنتصرون على كل التحديات التي أمامكم".
(الدستور)