عمون - يشجّع الإسلام على فعل الخير والتسابق إليه، ويعده الله -سبحانه وتعالى- بالأجر العظيم والثواب الجزيل. في القرآن الكريم، يقول الله -تعالى-: "وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (سورة الزمر، الآية ٣٧).

ويأمر الله -سبحانه- بالدعوة إلى فعل الخير، كما قال في القرآن: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ" (سورة آل عمران، الآية ١٠٤).

وفي الحديث الشريف، قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ هذا الخيرَ خزائنُ، ولتلكَ الخزائنُ مفاتيحَ، فطوبَى لعبدٍ جعلهُ اللهُ مِفتاحًا للخيرِ مِغلاقًا للشرِّ، وويلٌ لعبدٍ جعله اللهُ مِفتاحًا للشرِّ مِغلاقًا للخيرِ" (رواه الطبراني).

ومن المهم أن يكون المسلم سريعًا في فعل الخيرات ليحظى بالأجر العظيم من الله -تعالى-. تتضمن صور الخير في الإسلام العديد من الأعمال التي تعود بالنفع على الناس في دنياهم وآخرتهم، مثل نشر العلم، وتقديم النصيحة، وقضاء الديون، وتخفيف المصاعب، وتلبية الحاجات، وإصلاح العلاقات بين الناس، والشفاعة الحسنة، وإطعام الجائعين، وصلة الأرحام، وغيرها.

من أجل تفريق الهموم ومساعدة المسلمين في تحقيق احتياجاتهم، يعتبر تفريج الكربات ومساعدتهم من أفضل الطاعات وأجل القربات. يقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا" (رواه الترمذي).

كما يجب على المسلم أن يسدّ عورات المسلمين ويحترم خصوصيتهم، وأن يكون سببًا في تغطية عيوبهم وعدم الكشف عنها. يقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "مَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّـهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ" (رواه مسلم).

بالإضافة إلى ذلك، يشجع الإسلام على إطعام الجائعين ومشاركة الطعام مع الآخرين. يقول الله -تعالى- في القرآن الكريم: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" (سورة الإنسان، الآيات ٨-٩).

ويعتبر الإصلاح بين الناس من الأعمال المحببة إلى الله -تعالى-. يقول الله في القرآن الكريم: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (سورة الحجرات، الآية ١٠).

عمل الخير في الإسلام يشمل جميع الأعمال التي تنفع الناس في دنياهم وآخرتهم، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. ويعلم الله -تعالى- بكل خير يعمله الإنسان، حتى وإن كان بسيطًا. يقول الله في القرآن الكريم: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (سورة الزلزلة، الآيات ٧-٨).

بالتالي، يجب أن يكون الخير جزءًا أساسيًا من حياة المسلم وأن يسارع إلى فعل الخيرات، سواء بالمساعدة المادية أو بالدعم العاطفي والمعنوي للآخرين. فعمل الخير هو واجب ديني وسبيل للتقرب إلى الله وللدخول إلى الجنة.