عمون - العدل هو مفهوم يشير في اللغة إلى العكس التام للجور والظلم. وفي الاصطلاح، يعني العدل الاستقامة والقيام بالأمور على طريقة الحق، وتوزيع الحقوق والواجبات بشكل مناسب ومتوازن، دون تجاوز أو تقصير. الله -عز وجل- يتصف بالعدل ويسمي نفسه بهذا الصفة لكي نعرف الحق والعدل ولكي تتسود شريعته في جميع أنحاء العالم. والنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- هو الأفضل في تأسيس العدل بين الناس.
تتجلى مظاهر عدل الله بأنه يعاقب المذنبين ويثاب المؤمنين. فمن العدل الإلهي أن يعاقب الله الذين يكفرون به وينكرون حقوقه في العبادة. ومن العدل أيضًا أن يثاب المؤمنون بالجنة. ولا يعاقب الله الناس فقط بناءً على معرفته الأزلية، بل يخلقهم ويتركهم يعملون، ويحاسبهم في الآخرة.
يوزّع الله الأرزاق بعدل بين خلقه، لأنه يعلم أن بعض الناس لا ينجحون إلا بالغنى، وإذا أصبحوا فقراء فإن ذلك سيفسد دينهم. وكذلك يعلم أن بعض الناس لا يصلحهم إلا الفقر، وإذا أصبحوا أغنياء فإنهم سيكفرون بربهم. كما يعتبر الله عادلاً في خلقه لأنه خلق كل شيء بقدر محدد.
ومن عدل الله أنه لا يحمل الإنسان ذنب غيره، بل يجازيه ويعاقبه بناءً على أعماله الخاصة. وسخّر الله الكون للإنسان من أجل استفادته وتحقيق الدور الذي خلق من أجله، وهو عبادة الله تعالى. وقد خلق الله الإنسان بأحسن صورة ليتمكن من أداء مسؤولياته وتكاليفه الشرعية.
العدل أيضًا يتطلب أن يتم تطبيقه بين الناس. فالعدل هو مبدأ رئيسي في الإسلام، ولا يمكن أن تستقيم أمور المجتمع إلا من خلاله. ومن منزلة العدل الإلهي أنه أمر بالعدل بين عباده، حتى وإن تعارض ذلك مع مصالح أشخاص معينين. ومن أهم فوائد العدل للمجتمع الإسلامي هي انتشار الأمن والأمان، وحصول الخير والبركة، وظهور رجحان العقل، ودوام الدولة، ونيل محبة الله، وسيادة التعاون والتماسك، وحصول التوافق والوئام.
باختصار، العدل هو المبدأ الذي يجب أن يسود في جميع جوانب الحياة، سواء في العلاقات الشخصية أو العلاقات الاجتماعية والسياسية. إن تحقيق العدل يؤدي إلى استقرار المجتمع وتعايش مشترك يسوده السلام والتعاون.