عمون - التوبة النصوح تترتب عليها العديد من الآثار الإيجابية للمسلم في الدنيا والآخرة نتيجة رجوعه واستقامته إلى الله -عز وجل-. من بين تلك الآثار:

تعين العبد المسلم على العودة المستمرة إلى الله وتجنب الانشغال بأمور الحياة الدنيا. تكون التوبة حافزًا له لكيلا يرتكب المعاصي ويبتعد عن ما يشغله عن ذكر الله. فالتائب يبتعد عن متابعة أخطاء الناس وعوراتهم، بل يشغل نفسه بإصلاح ذاته ويسعى لتحسين المجتمع والتقرب من ربه ونيل رضاه، وبالتالي لا يولي اهتمامًا للمشاغل العابرة والزائلة في الدنيا.

تورث التوبة محبة الله لعباده. فمن تاب، أحبه الله ورفع قدره وذكر اسمه عند الملائكة. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل وقال: "إني أحب فلانًا فأحببه"، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء: "إن الله يحب فلانًا فأحبوه"، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. فمن أحبه الله، جعله في معية الله ورعايته، ورزقه من حيث لا يحتسب، وكتب له القبول في الأرض.

تحقق التوبة السعادة والتوفيق والفوز بدار الخلود التي وعد الله عباده بها.

يدرك العبد بتوبته الخطأ الذي ارتكبه، فينشغل بالاستغفار والبكاء وطلب المغفرة من الله، وبالتالي لا يجد الوقت للهو في الحياة الدنيا.

يتغير حال العبد بالتوبة، فيصبح أقرب لله وأفضل حالًا. فالتوبة تعرض العبد بشكل كلي عن الذنوب والمعاصي وتحثه على الطاعات والعبادات والرغبة الحقيقية في إصلاح أعماله وتدارك الماضي.

تحقق التوبة الرضا والقناعة في قلب العبد، فهي تجعله يشعر بالتقصير دائمًا تجاه ربه ويقدر النعم التي منحه إياها.

التوبة النصوح هي التوبة الخالصة لوجه الله، ولا يقع فيها أي تردد، ولا يعود العبد بعدها لارتكاب أي ذنب. والتوبة النصوح تتضمن الابتعاد عن الذنوب والمعاصي والندم الشديد على ما كان قبل التوبة وعزم على عدم العودة إلى المعاصي. وقد وردت أدلة من القرآن الكريم تدل على وجوب التوبة النصوح، وهناك اجماع على وجوب التوبة فور ارتكاب الذنب.