المسجد الصغير في السلط .. قصة تاريخ ومكان
04-04-2023 11:39 AM
عمون - بدأ العمل في المسجد في 7 نيسان عام 1906 وتمت عمارته في 31 اذار عام 1907 على يد البناء النابلسي عبدالرحمن العقروق، واستخدمت في بنائه الحجارة الصفراء من محاجر السلط اما اعمدته الداخلية حجارة من محاجر وادي شعيب وبلغت تكاليف البناء 343212 قرشا وتم تسديد 329323 قرشا من واردات المسجد لعام 1906 والتي تقدم من الاهالي بمعدل مجيدي وربع لكل شخص اما المبلغ الباقي قام بتسديده متولي الوقف ابراهيم الشامي الذي اشرف على بناء المسجد على ان يتم استيفاؤها من واردات المسجد والمعونات لعام 1907 .
ويعتبر هذا المسجد أحد اقدم مساجد السلط التي ما تزال قائمة حتى الان اما الذين شاركوا في بناء المسجد فهم:
البناؤون سليمان ابو الحصن واحمد الغنمه وفريز والد الاديب حسني فريز
النقاشون بدوي سويلم، خليل عيد ، احمد الجرار ، يوسف اسكندراني اسعد ابو سمره
الحجارون محمد الحارس ويوسف الالفي وعبد بن حسن ابو عوده وحمدان ابو رصاع واسماعيل عصفور واحمد عصفور .
الشيادون شحاده مصطفى وابراهيم اسعد.
العمال احمد الحلبي ويوسف الاحمد ورشيد ابو اللبن ومناور السالم ومصطفى عبدالجبار وشريف السختيان وتوفيق ابو الراغب وحمد جركس.
وتولى الامامة في المسجد الصغير الشيخ محمد صالح افندي بن خليل امريش وكان يشتغل منصب مفتي السلط والشيخ خليفة بن عبد الهادي والشيخ فهميم بن مصطفى زيد الكيلاني توفي في السلط عام ١٩٣٩. والشيخ عبدالله بن فهيم زيد الكيلاني ١٩٤٦/١٩٠٨ خطيبا والشيخ محمد أمين الكيلاني والشيخ عبدالله الوشاح ، والشيخ سعيد موسى عوده امام ومقري والشيخ محمد سليمان الزعبي مقرى والشيخ الدكتور هاني العابد خطيبا مفتي محافظة البلقاء.
وكان لمسجد الصغير دور بارز في مجال تدريس القران والحديث والفقه .
ويعد مسجد السلط الصغير من أقدم المساجد والكنوز التراثية التي ما زالت قائمة ومعلما دينيا وتاريخيًا في هذه المدينة بعد مسجد السلط الكبير.
وقد أطلق عليه المسجد الصغير، حيث لم يكن في تلك الحقبة من الزمان مسجد آخر سوى المسجد الكبير الذي أصبح يعرف بالقديم، والمسجد الصغير بالجديد.
وبحسب الوثائق لدى محكمة السلط الشرعية، فإن قطعة الأرض التي أقيم عليها مسجد السلط الصغير كان قد اوقفها سليمان الحسين العلي أبو حمور للمسجد الكبير، ثم بني عليها المسجد الصغير.
وقفات مضيئة
كان الشيخ مطيع درويش الأسير يعمل قاضيا شرعيا في مدينة السلط في الفترة التي كان يبنى فيها المسجد السلط الصغير، وبحكم عمله كان يرعى بناء المسجد، ولم يبق منه سوى سقفه ليكون من القرميد الأحمر.
وكان القرميد قد وصل إلى محطة القطار بعمان من ألمانيا عن طريق ميناء حيفا بفلسطين، ولقد احتار في آلية نقله إلى السلط فقاده تفكيره للجوء إلى إخواننا الشراكسة بعمان الذين كانوا يملكون العربات التي تجرها الثيران، فاستنهضهم، حيث قاموا بنقل القرميد الى السلط في بضعة أيام دون مقابل.
وفي هذه الأثناء تبلغ الشيخ بنقله إلى مدينة حمص، الا انه أبى الأمثال لهذا الأمر الا عند الانتهاء من بناء سقف المسجد وبعدها غادر إلى حمص.
شهد المسجد عبر تاريخه أعمال صيانة وترميم وتجديد على نفقات المتبرعين من أهل المدينة.
وآخر هذه الأعمال كانت على نفقة الحاج حسين أبو الراغب سنة ١٩٩٥م ومحمد زهير الخشمان سنة ٢٠١٥م، حيث أجريت للمسجد صيانة عامة وذلك بتجديد القرميد وترميم السقف وإزالة القصارة القديمة عن الجدران الداخلية وصيانة دورات المياة وأنشئت سدة حجرية خارج المصلى واستبدلت البوابة الرئيسية للمسجد.
"كتاب السلط ذاكرة الزمان والمكان"