الأيام الجميلة وغيث الإمارات
حاتم القرعان
03-04-2023 08:35 PM
لحظات نعيشها نبحث عن فرصة واحدة ، للابتعاد عن صخب الحياة والسّياسة ، لنقضي دقائق معدودة ، نخرج بها من بين الرّكام ، وشتات الظّلم ، فعن نفسي لست محباً لمشاهدة التّلفاز كثيراً ، ولا البرامج ، ولا أبحث عن ذلك كأداة للهروب من الواقع ، إلى الافتراض .
لكن فجأة ، وفي أتمة الاستعداد لفهم رسائل لا أجيد قراءتها ، ظهر برنامج " قلبي اطمأن " للشاب الامارتي غيث الخير ، الذي يحمل رسالة الإمارات وزايدها ، ومن خير إلى خير ، بمشاريع وخطط ومساعدات ودراسات تعجز أمماً مجتمعة على فعلتها وفكرتها .
الغريب حقّاً ، تلك الحلقة عن قرية " المفردات " الواقعة في لواء البادية الشماليّة الغربيّة ، محافظة المفرق ، وكان مضمون تلك الحلقة الحديث عن معاناة أهل المنطقة وظروف معيشتهم الفاصل بين غرفها قطع " القماش" المهترئة ، وأطفالها حُفاة على حجارة أشبه بالجمر ، كل ذلك وأكثر ، وأجاد غيث الإمارات ، فهم رسالة المنطقة ومعاناة أهلها .
دخل غيث منطقة المفردات ، مهجورة وأهلها ، يغطيهم النّسيان ، ولا يعرفهم أحد ، غائبين رغم حضورهم عن جداول مشاريع الحكومات الأردنيّة ، التي تسلحت بجملة " القادم أجمل " ، فلا جديد حصل منهم ولا أمل تحقق .
غيث ، في قلبي اطمأن ، استطاع أن يحوّل كينونة المنطقة وأسوارها ، وجدران بيوتها ، وأثاثها ، وأحذية أطفالها ، إستطاع أن يفعل ما لا يمكن للحكومة فعله ، لأنها اعتادت جانب النّظريات ، دون العمل .
لماذا لا نحب الجلوس على التلفاز ،ولماذا ما يحصل لا يمكننا احتماله …
ولماذا استطاع غيث بمفرده أن يُحيي ما عجزت عنه الحكومات المتعاقبة ؟
الغريب أن شخصاً لا نعرف معالم وجهه ، يختبئ بحقيبة ظهر و" طاقية " حتّى لا تعرفه الأمم المتابعة والأوطان ، ويفعل ما يفعله في مناطق تابعة لوزراء ومسؤولين يتوعّدون ب" الأيام الجّميلة ".
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين