في شهر رمضان .. ذكريات تكفي لموعظتنا في الحياة
د.محمد البدور
03-04-2023 08:24 PM
انظروا الى مائدة الافطار ينقصها احدنا قد كان بالامس بيننا وفي رمضان الماضي معنا وقد فرغ مكان جلوسه اليوم عن مائدتنا
قد نقول هنا كانت تجلس امي وهناك كان ابي او اخي او اختي او ابني لكن اليوم ليس البعض منهم معنا.
قد يكون الاب او الام انتقل احدهما او كلاهما الى رحمة الله وقد يكون الاخ او الابن سافر او تزوج واصبح بعيد وكذلك الاخت والابنة وقد كانت اللمة تجمعنا من منا لاتحدثه نفسه وقت الغروب واذان المغرب او وقت الفطور والسحور بمن كانوا بالامس معنا وارتحلوا اليوم عنا فيخفق قلبه بالحنين والحزن ويسود الصمت في نفسه ويتمتم لمن ارتحلوا رحمهم الله او سهل الله عليهم لمن غادروا ليشقوا طريقهم في الحياة.
في شهر رمضان تتجدد الذكريات وتنبض القلوب شوقا لذاك الزمن الذي مر وفات هيهات ان يعود ولن يعود.
ليدرك الانسان منا ان دوام الحال محال وان علينا ان نتعظ وان اللحظات التي نعيشها اليوم ستصبح يوما ما تمنيات وذكريات نشتاق اليها في قادم الزمان والايام.
في لمة الاهل نعمة وفي وجود الابوين رحمة وبركه وفي وجود الاخوة والاخوات لذة للعيش ومتعة للحياة وفي الاسرة واحة للسعادة والسرور وما انت فيه اليوم سياتي اليك وقت تشتهيه فاكثروا من الملائح والمودة فيما بينكم واستمتعوا بنعمة الله انكم اليوم تعيشوا مع بعضكم اجمل لحظات الحياة اصنعوا المعروف فيما بينكم وتعاونوا على الخير والبر والتقوى واستبدلوا الخصام بالوئام وتذكروا من كانوا بالامس معكم وارتحلوا اليوم عنكم ولن تجدي آهات الندم على ما مر من الزمان.
في شهر رمضان تذكرة لنا وموعظة تذكرنا بالمودة فيما بيننا لنصنع لنفسنا ذكر جميل ان كنا هنا ومع بعضنا ولبعضنا في شهر رمضان فرصة لنا لان نعيد ترتيباتنا في حياتنا واولوياتنا تجاه ذي القربى وصلة الارحام وعلاقاتنا مع الجيران والاصدقاء والاخرين في شهر رمضان تذكرة لنا ان نرتب حياتنا من جديد وتطهر انفسنا مما اعتراها من عوالق الزمان ومغريات الحياة وما هي الا متاع الغرور.
تقبل الله صيامكم ودعواتكم واجركم عظيم ان شاء الله.