عمون - في الإسلام، يعتبر الهداية نعمة عظيمة من الله، حيث يرشد الله الناس إلى الحق ويمنحهم التوفيق لاتباعه. في هذا العصر المليء بالفتن والمغريات، أصبح من الضروري على الإنسان أن يدرك قيمة هداية الله ويسعى جاهداً للثبات عليها واتباع الطرق التي تؤدي إلى الهداية.
الهداية تبدأ بتوضيح الحق والإشارة إليه، وبمجرد أن يدرك الإنسان الحق ويتبناه، يأتي بعدها التوفيق من الله له ليثبت على الهداية. يعتبر إرسال الرسل ودعوتهم إلى الحق من أعظم نعم الهداية التي منحها الله لعباده.
يتبع الهداية الأولى أنواع أخرى من الهداية، كما ذكرها ابن القيم في كتابه "مدارج السالكين"، وتمتد فوائد الهداية إلى الحياة الآخرة. يمكن للإنسان أن يسعى للهداية عن طريق الدعاء لمعرفة الحق وتوفيق الله له للعمل بما هو صحيح. يجب على الإنسان أن يدرك حاجته المستمرة لدعم الله وثباته، وألا يعتمد فقط على الهداية الأولى.
يمكن للإنسان الوصول إلى الهداية من خلال اتباع الأسباب المؤدية إليها، ومنها:
توسيع الصدر واستقبال الإسلام: عندما يكون القلب مستعدًا لقبول الحقائق الإسلامية ويتجنب الشرك، يكون مفتوحًا للهداية.
الاستمرار في ذكر الله: عندما يذكر الإنسان الله بانتظام، يرتبط قلبه بالله ويشعر بالسكينة والانشراح.
قراءة القرآن الكريم بتدبر: قراءة القرآن بتأمل وتدبر يساعد على فهم الحقائق الإسلامية وتعزيز الهداية.
التفكر في خلق الله والكون: عندما يتأمل الإنسان في خلق الله ويتأمل في الكون، يتزايد إيمانه ويرتقي في الهداية.
الصحبة الصالحة: يؤثر الجلوس مع الأشخاص الصالحين وأهل العلم على الإنسان ويعزز الهداية.
الدعاء: التضرع إلى الله بصدق والتمسك بالدعاء لتوفيق الله والهداية.
حضور حلقات العلم: الجلوس مع العلماء وطلب العلم والفائدة منهم.
توحيد الله تعالى: إيمان الإنسان بوحدانية الله والابتعاد عن الشرك يحميه من الضلال ويعزز الهداية.
تنقية القلب واجتناب المنكرات والفتن: عندما يحافظ الإنسان على نقاء قلبه ويبتعد عن المعاصي والفتن، يحمي نفسه من الاستسلام للشيطان.
تعتبر مراتب الهداية متنوعة، وتشمل الهداية العامة لجميع المخلوقات، والهداية من خلال الدلالة والإرشاد والرسل، والتوفيق والإلهام من الله، وأخيرًا الهداية إلى الجنة أو النار يوم القيامة.
الهداية من الله نعمة عظيمة، ويجب على الإنسان أن يسعى جاهدًا للثبات عليها. يمكن للإنسان أن يتبع الأسباب المذكورة ويسأل الله التوفيق والثبات على الهداية.