*قصة تحاكي مدينة إربد الأردنية في التسعينات
أسواقنا .. ما الذي أصابها ؟؟
بالأمسِ كانت تَعِجُ بالمتسوقينَ ،، والباعةِ ،، والباعةِ المتجولينَ بالزوارِ ، وبالتجارِ أيضا ،، يَجوبونَ سوق الحميدية والبخارية ..
أين صوتُ أبو العبد الزرعيني بدينارين الكتاب ؟؟
أين رائحة الفُستقِ ،، ورائحةُ الخبز بباب ياسين الفوال وبقعِ الزيتِ في ورقِ الفلافل ؟؟
أسواقنا ما الذي أصابها ؟؟
وكم الساعةُ الآنَ على دوارِها ؟ ما الجديدُ من المُنوَعاتِ بِكَسِتاتِ تسجيلاتِ الأبراج وصوتِ الخليج ..
ماذا عن صافرةِ رقباء السيرِ ،، هل مازالت تصدحُ بمحيطِ دوارِ وصفي التل ، واشارةُ شارع الهاشمي ، ويَطربُ لها الجالسونَ في حلوياتِ العفوري ، ومطعمِ طلفاحْ ، والمارونَ من أمامِ بضائعِ أبو السميد، أين أصوات مِصباتِ العرقسوس ،، والتمرِ الهندي على عربة أبو أحمد بمجمع الغور القديم ، آه نسيت ،، رحلت الى مجمع الغور الجديد ،، مقابل باصات صما والطيبه وسموع.
كيف هي حالُ شارع فلسطين ، ومحمصة الكردي ، وشارع الرشيد ، وعوامة أبو عمر وهرايس فوزي السلطي ، وكيف تحبون كرابيج الحلب ، بقطرٍ أو بدون
أسواقنا ما الذي أصابها؟
لما لم تعدْ .. تُحبُ السهرِ ، ولا في ليلةِ العيدِ تَسهرُ ، بُح صوتُ من نادى ،، دينارين دينارين ،، حلوُ العيدِ بدينارين ، تلاشت رائحةُ الكمونِ ،، وقَلَتِ العجوةُ بكعكةِ الأساور
لماذا خفَ دخان الأراجيلِ في مقهى الكمالِ ، وهدأتْ أصواتُ مُرتاديها من المثقفينَ والرياضينَ والصحفيينَ؟
هل مازالتْ الأربع بلايز في البالةِ بدينار ،، والحذاء الإيطالي الأصلي بثلاث؟
والفتياتُ ،، تختار محابسَ الخطوبةِ ،، من مجوهراتِ الزعبي والهزايمة أو الحُواري وأم العروس ،، تقلب الأقمشةَ في محلات الزيتاوي أو الشيخ سالم والعريسُ يستنشقُ العطورَ من ابن العطار ،، أو الحيفاوي ، ويوقع كُمبيالاته لبابا لويسي ، عذرا أسواقُنا، فعليكِ سلامٌ، وعلى الجفاء سامحينا ..