facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإصلاح الفكري .. كأحد مرتكزات الإصلاح الشامل


الدكتور مفلح الزيدانين
02-04-2023 09:38 PM

هل نحن بحاجة إلى هذا الإصلاح؟

العقل البشري يولد فارغا تبرمجه الوراثة والمحيط الذي يعيش فيه، والبيئة تكسبه نظم التعليم والثقافة ، والإنسان يولد بخيارات عقلانية مفتوحة، لكن المجتمع يبرمج هذا الإنسان بدأ من الطفولة. لذلك مشاكلنا تبدأ ولا تنتهي برفض الآخر، حيث إن الرفض العميق لحضارة العصر يأتي أحيانا من أعلى المستويات التعليمية، لذلك القادة الحاسمون يفرضون التغيير. علما بان مفهوم الفرد في الثقافة الموروثة أقل قيمة من الجماعة، قبيلة كانت أو طائفة، لأن المدلول الشائع للفرد والفردانية مدلول سلبي ، إذ يعني الانعزال والأنانية والمنفعة الشخصية الضيقة. ولكن الفرد هو عنوان الحداثة، فهو أساس الثقافة في النظام الاجتماعي والسياسي ومبدأ المساواة في المواطنة، هو مساواة بين أفراد مواطنين بغض النظر عن اختلاف أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم وأعراقهم.

وقبل أن نسأل أنفسنا: من أين نبدأ مسيرة الإصلاح؟

لذلك يجب علينا معرفة أين الخلل؟. هل هو في الأوضاع الاقتصادية، أم في نُظم التعليم والثقافة؟.

إن الفكر المتأثر في التطرف يجب أن تتم معالجته بالفكر، عندما تقوم الحكومات بابتعاث بعض من أبنائها للدراسة في الخارج، ويعودوا بأفكار إصلاحية قد ترتقى بمجتمعاتهم ، يتم رفض هذه الأفكار الإصلاحية التي دعا إليها هؤلاء الدارسين ، بسبب وجود تيار رافض متمسك بثوابت معينة وغارق في الماضي وفي صنمية الفكر ، وتكون النتيجة أنهم قادوا دعوة إصلاحية دون تحقيق أي نتائج ، فخرجوا بخيبات لا حدود لها.

إذن.. فمن أين نبدأ ؟

لذلك علينا ان نبدأ من الفكر أولاً. فلا بد أن يكون هناك تطوير وإصلاح للفكر ، ولابد ان يحظى هذا الإصلاح بأولوية وأهتمام من قبل الحكومات . وهذا التطوير يجب ان يبدأ بإصلاح النظم التعليمية التي تعد المنطلق الاساسي لكل عملية تطوير. وهذا يتطلب وجود نظم تعليمية تقوم على الفكر والتفكير الإبداعي وإيقاظ الوعي وعلى البحث العلمي؟!

ولابد أن نبدأ من الإنسان. فبناء الإنسان على أسس علمية وثقافية سليمة ، يغلق أبواب التطرف والإرهاب وصنمية الفكر، أننا بحاجة إلى إنسان العلم والسلم والعدل والمساواة واحترام الرأي والرأي الاخر، ونبذ الكراهية والتعصب والعنف ، والحاجة إلى إنسان محمل بالوعي ليقوده هذا الوعي إلى تجاوز التعصب والخروج من حالة التسلط الفكري العنيف إلى حالة الاستجابة للفكر الإصلاحي والاستجابة للسير نحو المستقبل المشرق.

من هنا يبدأ الإصلاح الفكري.

اذا وقفنا عند تاريخ الفكر العربي من من منطلق التحليل والتمعن والاستنتاج ، نجد بأن الإصلاح لم يعد استجابة لضغوط خارجية (الاستعمار)، ولكنه أصبح اليوم رغبة ذاتية ملحة استدعتها التطورات المتسارعة والتحولات العميقة في بنية المجتمعات ، والتطور التكنولوجي في عصر الثورة الصناعية الرابعة عصر الانترنت والروبوتات.

وفي النهاية : لم يعد الإصلاح الفكري مفهوما مرتبطا بمجال دون آخر، بل اصبح عنصر أساسي في منظومة الإصلاح الشامل ،وأصبح يشمل جميع عناصر قوة الدولة وفي كافة المجالات ، بدءا بالإصلاح السياسي والاجتماعي و الاقتصادي والأمني ، وانتهاءً بالتجديد الديني بما ينسجم مع متطلبات هذا العصر، لتجنب آفة التطرف والإرهاب والانغلاق العقائدي .

الدكتور مفلح الزيدانين / متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :