السفير الأميركي :الإصلاحات الأردنية خطوة جريئة واستثنائية
السفير الدكتور موفق العجلوني
02-04-2023 02:12 PM
في لقاء غير مسبوق لسعادة السفير الأميركي السيد هنري ووستر مع صحيفة الرأي الغراء أشاد بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني والإصلاحات التي توجت مؤخرا بمسارات الإصلاح السياسية والاقتصادية والإدارية، واصفاً إياها أنها خطوة شجاعة وإصلاحات مفصلية، معرجاً على تاريخ العلاقات الاردنية الأميركية بأنها قديمة ومتجذرة وراسخة، مؤكداً حرص الولايات المتحدة الأميركية على استقرار الأردن على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وان سياسة الولايات المتحدة والتي أكد عليه الرئيس بايدن ثابته مع التمسك بحل الدولتين والتأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
ما جذب انتباهي حقيقة العرض الشامل الذي قدمه السفير وستر بأن الإصلاحات التي يقودها جلالة الملك بمساراتها الثلاث هي إصلاحات اردنية بحته تصب جميعها في مصلحة الأردن، وتعتبر الأكثر جرأة خاصة وأنها شمولية وواسعة وتأتي في وقت صعب إقليمياً وحساساً على المستوى العالمي، وان طبيعة الدعم الذي يقدم من حكومة الولايات المتحدة ليس محصوراً بالإصلاحات بمساراتها الثلاثة، وإنما العلاقة التي تربط البلدين تشمل جميع المجالات، فدعم الولايات المتحدة ثابت.
بنفس الوقت فقد اشار السفير ووستر بأن هذه الاصلاحات لن تكون سهلة، وتتطلب إجراءات صعبة حتى تحقق النتائج المرجوة، والبرنامج الإصلاحي يرافقه تحديات وصعوبات وهو ما ينطبق على الحالة الأردنية، مع وجود تحديات مضاعفة بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الإقليم، وسوف يشعر الشعب الأردني بأهمية هذا البرنامج عند قطف ثماره، إذ أن نجاح البرنامج سيضع الأردن على الطريق الصحيح، وقيام الأردن بهذه الإصلاحات خطوة جريئة واستثنائية وتعد تجربة فريدة من نوعها بين الدول، وان الخطة الاقتصادية التي يدعمها جلالة الملك هي خطة طموحة وتحمل في طياتها بنوداً مهمة ستعمل على تحسين الواقع الاقتصادي في الأردن وخلق اقتصاد أكثر تنافسية وقوة ومتانة على المستويين الإقليمي والعالمي.
من جهة أخرى أشار السفير وستر أن الاقتصاد الأردني يواجه تحديات كبيرة وخاصة ان العبء الوظيفي والتشغيل يقع على كاهل الحكومة، وبالتالي لا بد ان يكون الدور الأكبر للقطاع الخاص في ضوء عدم قدرة الحكومة على استيعاب جميع الكوادر العاملة، والتي يجب توجيهها للقطاع الخاص ومساعدته لاستيعاب القوى العاملة بدلا من القطاع الحكومي، فالاعتماد على الوظائف الحكومية لن يخلق اقتصاداً قويا، بل سيزيد من حجم الأعباء على الاقتصاد الأردني، وبالتالي من الضروري أن يلعب القطاع الخاص دوراً مهما في رؤية التحديث الاقتصادي للنهوض بالاقتصاد الوطني، أما أن يُترك العبء الأكبر على الحكومة في تأمين الوظائف وحل مشكلة البطالة فهذا يخلق عقبات اقتصادية تشكل عائقا في وجه النمو الاقتصادي، وتحميل الموازنة العامة دفع رواتب العاملين، لأن ذلك يمنع تحقيق النمو الاقتصادي، وهنا يأتي دور القطاع الخاص لتحقيق النمو، وخلق فرص عمل، وهنا يكون دور الحكومات في دعم هذه المبادرات بعدة طرق لخلق حالة اقتصادية قوية.
أما عن الوضع العام الذي تعيشه المنطقة، فقد أكد السفير وستر على ان الأردن يقوم بدور قيادي في المجال السياسي والدبلوماسي، لتخفيف حدة التوترات التي تحدث بالساحة، وكان هذا جلياً في اجتماعات العقبة وشرم الشيخ، وأن الأردن يلعب هذا الدور منذ عقود، والولايات المتحدة تدعم هذا الدور الإيجابي الذي يلعبه الأردن كوسيط لإيجاد حل عادل وشامل على أساس حل الدولتين.
أما بخصوص تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، فقد قامت الولايات المتحدة بإصدار تصريحات خطية وشفوية من خلال وزارة الخارجية الأميركية، ووصفتها بأنها تصريحات مسيئة ومستفزة وغير صحيحة، وان الولايات المتحدة على ثبات موقفها من دعم الوصاية الهاشمية للمقدسات في القدس وحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد للصراع في فلسطين، والموقف الأميركي ثابت ولم يتغير.
الأردن دائماً يعتز بالعلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة الأميركية والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لكافة المجالات وخاصة المجال الاقتصادي، بنفس الوقت يقدر الشعب الأردني مواقف سعادة السفير الأميركي السيد هنري ووستر على دوره غير المسبوق في تعزيز العلاقات الأردنية الأميركية واخذها الى معارج التقدم والنجاح.
بقلم السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام /مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
ajlounifamily@hotmail.com