عمون - الشكر في اللغة يعبر عن اعتراف الإنسان بنعمة الله وإظهارها، ويعبر في الاصطلاح عن الاعتراف بفضل الله والثناء عليه. يشمل الشكر توجيه الشكر لله على نعمه، ويُعبر عن ذلك بأداء سجدة الشكر، وهي سجود يقوم به المسلم عندما يحدث له خير أو عندما ينجو من مصيبة، وتتم بأداء سجدة واحدة مثل سجود الصلاة المفروضة.
تُعتبر سجدة الشكر وسيلة لشكر الله على فضله، حيث يُذكر في القرآن الكريم قوله تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، وبالتالي، فإن شكر النعمة يؤدي إلى زيادتها. وهناك عدة أفضال لسجدة الشكر، حيث يُعتبر الشكر من صفات الأنبياء والمؤمنين، ويُذكر الشكور كأحد أسماء الله في القرآن الكريم.
هناك عدة أحكام تتعلق بسجدة الشكر، ومنها: لا يُشترط استقبال القبلة والطهارة وغيرها من الأحكام المشترطة في الصلاة لصحة سجدة الشكر، ولا يُشترط تكبير وتسليم فيها. لا يوجد ذكر معين يُذكر في سجدة الشكر، بل يمكن للمسلم أن يقول ما يتناسب مع حاله من حمد وثناء وشكر لله. يجوز قضاء سجدة الشكر إذا لم يستطع المسلم أن يؤديها في حينها، ويمكن أداء سجدة الشكر بالإيماء على الراحلة بحسب الاستطاعة والقدرة.
إضافةً إلى سجدة الشكر، هناك أشكال أخرى لشكر الله تعالى، مثل التقوى والرضى والقناعة بقسمة الله، وصلاة الضحى، والانتفاع بالنعم وإظهار أثرها، وشكر الإنسان لمن يقدم له معروفًا. من الأمور التي تساعد على شكر الله تعالى هي النظر إلى أهل الفاقة والمحرومين، وإدراك الإنسان بأنه عبد لله وأن الشكر لنعم الله واجب، وترك المجالس الغفلة، والدعاء بسؤال الله التوفيق والهداية لشكر نعمه وأفضاله.
لذا، يجب على المسلم أن يشكر الله على نعمه ويظهر شكره بالأفعال والقول، وأن يكون من الشاكرين الذين وعدهم الله بالثواب والجزاء الجزيل في الآخرة.