الاردن وايران .. انفتاح تقتضيه المصالح
فهد الخيطان
14-12-2010 02:49 AM
الخلافات بين البلدين تستدعي الحوار لا القطيعة .
هل نحن على ابواب مرحلة جديدة في العلاقات الاردنية الايرانية تكسر جليد السنوات السابقة?
الرسالة التي تلقاها الملك عبدالله الثاني امس الاول من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تنبىء بتطور جديد في العلاقات بين البلدين.
الرسالة الخطية التي نقلها مدير مكتب نجاد رحيم مشائي لا تبدو نشاطا بروتوكوليا فالبيان الصادر عن الديوان الملكي حول اللقاء يشير بوضوح الى ان الرسالة تمهد لخطوات تقارب بين الجانبين بدت واضحة في الدعوة التي وجهها الرئيس الايراني للملك لزيارة طهران واعلان جلالته عن "لقاء قمة قريب مع الرئيس الايراني يعقد في عمان او طهران".
وسواء زار الملك طهران او حضر نجاد الى عمان فإن ذلك يشكل تطورا لافتا في العلاقة.
على المستوى الثنائي انتهج الاردن سياسة حذرة تجاه ايران وبقيت معدلات التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية في حدود متواضعة, ومنذ انتهاء خدمة السفير الاردني السابق في طهران لم يعين الاردن لغاية الآن سفيرا جديدا, في المقابل حرصت طهران على تجنب الفراغ الدبلوماسي في الاردن وعينت قبل اشهر سفيرا جديداً لها في عمان اكد في مقابلة صحافية مع "العرب اليوم" بعد تسلمه الموقع انه قادم لاعطاء العلاقات الايرانية الاردنية دفعة قوية الى الامام وبتوجيه مباشر من الرئيس الايراني.
لكن وفي موازاة الحذر الرسمي تجاه العلاقة مع ايران, اتخذ الاردن موقفا معارضا لأي عمل عسكري ضدها, وصرح الملك اكثر من مرة, ان الاردن يعارض العمل العسكري, ويدعم الحل الدبلوماسي لمسألة الملف النووي الايراني.
لدى الاردن تحفظات كبيرة على سياسة ايران ودورها في العراق, كما ان لديه ملاحظات قاسية فيما يخص دورها في الموضوع الفلسطيني, ولا شك ان لدى طهران ايضا مواقف تجاه السياسة الاردنية, خاصة العلاقة مع اسرائيل, ولا يستطيع المراقب للشأن الاقليمي تجاهل موقع الاردن في ملف الاعتدال العربي وموقع ايران في ملف الممانعة مع سورية وقوى اخرى. لكن تجربة الاحلاف في السنوات القليلة الماضية اظهرت ان من الخطأ اغلاق الابواب, وان الخلافات في المواقف السياسية تستدعي الانفتاح والحوار لا القطيعة, كما ان بالامكان في كثير من الاحيان تحييد الخلافات السياسية وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية, والعلاقة الطيبة بين الاردن وسورية حاليا خير دليل على صحة هذا الخيار.
وبصرف النظر عن موقف القوى الغربية واسرائيل من ايران فإن بوسع الاردن ان يفتح خطوط الاتصال مع طهران ويوسع هامش التعاون في الكثير من المجالات خدمة لمصالح البلدين. والمؤكد ان سياسة الانفتاح ستساهم الى حد كبير في تذليل الخلافات وتقريب المواقف ليس على المستوى الثنائي فحسب وانما على المستوى الاقليمي.
ايران ليست عدوا للاردن, وطبول الحرب التي تقرعها اسرائيل ضد ايران ستجلب الكوارث لكل الدول في المنطقة, ولا يوجد اي سبب يجعلنا نرهن العلاقة مع ايران بالموقف الغربي من ملفها النووي.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)