دم الاردنيين والفلسطينيين
ماهر ابو طير
14-12-2010 02:45 AM
دم الاردنيين والفلسطينيين دم واحد ، وجيرتهم عمرها الاف السنين ، وليست ابنة لحظة عابرة ، وهي ليست جيرة مؤقتة ، فالجغرافيا والتاريخ ، فوق رؤوس الجميع.
لا يوجد في امة العرب ، كالاردنيين والفلسطينيين ، في حالة الشراكة التاريخية القديمة والحالية والمستقبلية ، الا اذا ظن البعض ، انه يمكن اللعب بالجغرافيا ، فيتم نقل بلد وشعبه ، الى عالم آخر ، ويتم نقل بلد وشعبه ، الى كوكب آخر.
التلاعب بعلاقة الدم ، ليس سهلا ، وكلفته خطيرة جداً ، لانها ليست علاقة عادية ، فمن اختلاط الانساب واصول العائلات ، الى ما يفرضه الدين على الناس ، من تصرفات رشيدة ، وفوق ذلك تاريخ طويل من حركة الناس بين بلدين ، على مدى تاريخ طويل.
مع ذلك مناصرة الناس لبعضها ، وهي مناصرة لا يمكن تقزيمها ولا تصغيرها تحت وطأة الاهواء ، وامراض النخب والعوام ايضاً.
مناصرة بالدم والماء ورغيف الخبز ، وبالشهداء وباليد التي تبني وبكل قلب طاهر يفهم انك غير قابل للقسمة على اثنين ، تحت وطأة عصبية او "عنعنة" النفس المريضة.
مناسبة الكلام ما نراه من ردود فعل اقليمية وضيعة هنا وهناك ، مكتوبة او منطوقة ، وكأن بعضنا يريد اخراج كل الكراهية في صدره المجبولة على اساس مريض ، وُينفسها تحت اي عنوان ، حقاً كان ام ظلماً ، وهو اسلوب لا يديره العقلاء والاتقياء بين الناس.
لو تذكر كثيرون فقط ما تريده اسرائيل ، لتوقفت قلوبهم عن النبض ، وكل ما تريده هو هدم هذه الجبهة الشعبية الممتدة من فلسطين الى الاردن ، بعد ان هدمت جبهات اخرى في العراق ولبنان ودول اخرى.
تسمع كلاماً مؤسفاً ، وتتأسف على هذه المستويات ، التي تريد اشعال فتنة كبرى تحت عنوان ان الدرك في مباراة الوحدات والفيصلي ارتكب تجاوزاً ، وقد كان بالامكان حصر كل القصة بالتجاوزات الفنية التي تجري احياناً ، وجرت في مناطق اخرى ، دون اخراج القصة من سياقها.
الرأي العام يريد ان تعالج القصة على طريقة "الهتيفة" وهي معالجات لا تنم الا عن قصر نظر ، وعن جهل ، وعن مقامرة باستقرار البلد ، ولو تذكر بعضنا حوادث كثيرة مشابهة ، خارج الملعب ، لعرف ان مثلها جرى في مناطق اخرى ، وبشكل اكثر قسوة.
اي تجاوز في هذه الحالات مرفوض ، لكنه يبقى تجاوزاً فنياً ، وليس على اساس الاصول والمنابت ، وليس على اي اساس آخر.
دم الاردنيين والفلسطينيين دم واحد.شاء من شاء وابى من ابى. القصة ليست قصة عواطف ساذجة. القصة قصة الخطر الذي فوق رأسي الاردن وفلسطين ، من عدو يرفع سيفه ، لقطع عنق المنطقة ، فيما نحن نتشاغل بتوافه الامور.
يصلون ويصومون ، ويذكرون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوها فانها منتنه" لكنهم ينقلبون عند اول مشكلة ، ويعودون الى جاهليتهم الاولى ، فلا نسلم من "عبس" ولا من "ذبيان" ، ولا من شرر "داحس" او "الغبراء".
.. عدو عاقل ، خير من صديق جاهل،،.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)