منذ (30) عاماً، والصورة التي يعرضها التلفزيون الإسرائيلي عن اجتماعات مجلس الوزراء هي واحدة... ادراج يصعدها (نتنياهو) ثم يوزع ابتسامات للكاميرا، ويصافح سيدة ويدخل قاعة الاجتماع... ليس نتنياهو وحده يفعل ذلك بل كل الرؤساء الذين عبروا من عهد شامير.
بعد ذلك يأتي مشهد اجتماع مجلس الوزراء والصورة واحدة أيضاً، مجموعة من أكواب العصير مع قليل من (البيتي فور)... وهناك شخص يجلس غالباً بجانب رئيس الوزراء وهو ليس من الحكومة ولكن لهذا الشخص وظيفة مهمة وهي (الطعوجة) على الكرسي ووشوشة رئيس الوزراء.
من هو هذا الشخص الذي يجلس على شمال رئيس الوزراء؟ البعض يقول إنه مدير مكتب الرئيس وآخرون يقولون إنه أمين سر المجلس... وأنا لا أعرف من هو... علماً بأنه يتغيّر في كل حكومة.
المهم أن هذا الشخص – وكما قلت – يجيد (الهزهزة) و(الطعوجة) و(الوشوشة).
(ليبرمان) شكل إضافة مهمة للصورة فهو ضخم غالباً... وكما حضر المشهد يظهر مبتسماً... ويمارس شرب العصير وبلع (البسكويت)... ويوزع ابتسامات للصبايا... وهو يمتاز عن كل وزراء الخارجية في إسرائيل بأنه (مهرقل) بمعنى (مشرتح) لم أشاهد هذا الرجل يوماً يرتدي ربطة عنق معقودة جيداً أو يملك على الأقل مشطاً لتسريح شعره.
الغريب أن مجموعات من الصبايا يكن في قاعة الاجتماعات.... يا ترى ما هي الوظائف المناطة بهن؟!.
منذ أن وعيت على الدنيا وقادة الكيان الصهيوني يجتمعون على نفس الطاولة وفي نفس المكان... ومقعد رئيس الوزراء لم يتبدل... حتى الكرسي الهزاز الموجود على شمال الرئيس وحفاظاً على (المياصة) التي يمارسها من يجلس بجانبه لم يتغير أيضاً.
حتى البنت التي تقف في الممر للسلام على الداخلين وتقبيلهم لم تكف عن هذه العادة... ولم تغير في منسوب التنورة وارتفاعها.
في الصحافة يقال أحياناً إن الصورة تكون أبلغ من الخبر بكثير وفي ظل تغيرات المشهد العربي يبقى وجه إسرائيل ثابتاً ولا يتغير.
لكن المختلف أكثر في إسرائيل هو أن من يقوم بممارسة (الطعوجة) و(الهزهزة) و(الوشوشة) هو شخص واحد من بين (20) شخصاً... بالمقابل في عالمنا العربي الكل (يوشوش) ...
راقبوا اجتماعاتنا في العالم العربي فقط؟...
hadimajali@hotmail.com
(الرأي)