في تراثنا أن هناك "شوال أبو خط أحمر" يتم إهداؤه على شكل نقوط في الأعراس وعندما يهديك أحدهم شوال "بخط احمر" فهذا يعني أنه قد أهداك أكبر "شوال" في السوق، من هذه التراكمات تكونت في نفوسنا مقولة "خط أحمر" وهي مشتقة من الشوال لأن "الشوال" ذو الخط الأحمر يقول عن نفسه "أبيش أكبر من هيك"، بمعنى لا يمكن تجاوزه.
نسي الناس الشوال وبقي كلمتا "خط أحمر" وأخذ السياسيون لدينا بإستعمال هذا التركيب اللغوي لما له في أذهاننا من دلالة ولكن كانت المشكلة دوما في تحديد هذا الخط ومن يحدده والكلام صراحة عنه، فالوحدة الوطنية خط احمر، والامن خط احمر، والعشائرية خط احمر، والدين خط احمر، والجنس خط احمر، وعلاقتنا بدول الجوار خط احمر، لكن المشكلة بتبدل الفصول وتبدل رجال السياسة وقادة الرأي، فالمفاهيم تتغير من شخص لآخر والمحرمات عند فلان هي من المباحات عند غيره.
تصريحات طارق خوري جاءت كرد فعل طبيعي على ما رأى في الملعب وانا لو كنت مكانه لربما تصرفت "بشكل أسوأ" ولكن للأنصاف ماذا نتوقع من رئيس نادي رأى مشجعي فريقه وللأسف تحت الاقدام وتحت هراوات العسكر، ردة فعله المبالغ فيها يجب إمتصاصها من باب "فورة الدم"، طارق خوري إنسان وهو ليس كل الأردن وليس الناطق الرسمي بإسم الأردنيين من أصل فلسطيني وبالتالي لا يجب تحميل كلامه أكثر مما يحتمل، دعونا نمتص ما حدث فأنا بصدق لم أسمع عن أي إنسان على تراب هذا الوطن رأى ما رأينا وكان مسرورا منه او عنه.
لنعتبر كل الذين أخطأوا "شوال بخط أحمر" ولنضع ما حدث في إطاره وحجمه الحقيقي ولنترك التحقيقات تاخذ مجراها على أن يحاسب المخطئون...
كلما مضى العمر أكثر ثبت لدي صدق نظريتي في ان المباريات تتابع من التلفاز فقط "لأنه الملعب شوال بخطين حمر".
qusainsour@yahoo.com