عمون - الصيام هو فريضة على المسلمين في شهر رمضان، وعندما يفطر المسلم أيامًا من رمضان، عليه أن يقضي تلك الأيام في أوقات مسموح فيها بالصيام التطوعي. يُسمح بقضاء الصيام في أيام التطوع، مثل أيام السنة المستحبة للصيام، ومن ضمنها يوم الشك، لأنه مباح للصيام. وبناءً على ذلك، لا يجوز قضاء الصيام في الأيام التي تحظر فيها الصيام، مثل أيام العيد.
أما بخصوص قضاء الصيام في الأيام المحددة، مثل النذر، فقد اختلف العلماء في ذلك. وهناك رأيان في المسألة:
الرأي الأول: يرى الشافعية والمالكية أنه لا يجوز قضاء الصيام في أيام النذر؛ لأن تلك الأيام محددة بنية النذر.
الرأي الثاني: يرى الحنفية والحنابلة أنه جائز قضاء الصيام في أيام النذر، ويقول الحنفية أيضًا بوجوب قضاء النذر.
أيضًا، هناك تنوع في آراء أهل الفقه بشأن قضاء الصيام في رمضان الحالي. وهنا بعض التوضيحات:
الرأي الأول: يرويه جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة، وهو أنه لا يجوز قضاء الصيام في رمضان الحالي، لأن النية محددة لصيام وأداء رمضان الحالي.
الرأي الثاني: يختلف الحنفية مع جمهور العلماء، ويقولون بجواز قضاء الصيام في رمضان الحالي، ولكن الصيام يعتبر قضاءً عن رمضان الحالي وليس عن الصيام المفروض، لأن الوقت محدد شرعًا لرمضان الحالي ولا يلزم فيه تحديد النية.
بالنسبة للتتابع في قضاء الصيام، فالتتابع يشير إلى أداء الصيام بشكل متواصل دون قطع، وتتفق جميع المذاهب على جواز التتابع في قضاء الصيام.
أما بشأن قضاء الصيام على الفور، فإن جمهور العلماء اتفقوا على وجوب قضاء الصيام بأسرع وقت ممكن، ولكن لا يُعتبر التأخير ذنبًا، وهناك تنوع في آراء المذاهب بشأن وجوب القضاء على الفور:
الشافعية: يرون أنه ليس واجبًا قضاء الصيام على الفور، ولكن يُستحب التعجيل به لإبراء الذمة، ويجب قضاء الصيام فورًا إذا تم الإفطار في رمضان بدون عذر شرعي.
الحنفية: يرون أنه ليس واجبًا قضاء الصيام على الفور، واستدلوا بجواز صيام التطوع قبل قضاء الفوائت، وإذا كان القضاء واجبًا على الفور لما أُباح التطوع قبله، بشرط عدم تأخير الواجب عن وقته المحدد.
المالكية: هناك تنوع في آراء المالكية، حيث يرون أن القضاء فورًا ولا يجوز تأخيره، ولكن هناك من يروي أن القضاء يجب فورًا ما لم تحل رمضان الآخر، ويحرم تأخيره حتى بعد شهر شعبان.
الحنابلة: يرون أنه ليس واجبًا قضاء الصيام على الفور، ويجوز تأجيل القضاء ما لم يحل رمضان الآخر، واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها التي قالت: "كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ".
بشكل عام، يوافق العلماء على وجوب قضاء الصيام للأيام التي أفطرها المسلم في شهر رمضان، سواء كان الفطر بسبب عذر شرعي أو دون عذر. والأفضل تعجيل القضاء للتخلص من الواجب وتطهير الذمة، ويبدأ وقت القضاء بعد انتهاء رمضان. بالنسبة لتأخير القضاء حتى دخول رمضان الآخر، فهناك اختلاف في آراء المذاهب، حيث يروي الشافعية أنه يجب قضاء الفدية مع تكرار الأعوام، بينما يروي الحنفية أنه لا يجب الفدية مع تأخير القضاء ولا يجب سوى القضاء نفسه.