عمون - في القرآن الكريم والسنة النبوية، وردت صيغ مختلفة للاستغفار والدعاء. إليك بعض الأمثلة على صيغ الاستغفار التي ذكرت في القرآن الكريم:
"رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي" (القصص: 16).
"رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (آل عمران: 147).
"سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة: 285).
"رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ" (آل عمران: 193).
وغيرها.
وقد وردت في السنة النبوية أيضًا صيغ متعددة للاستغفار، ومن بين هذه الصيغ:
الصيغة التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم -بأنها سيد الاستغفار، وتقول: "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ". وقد ورد في الحديث أنه من قال هذا الدعاء وهو موقن به، ثم مات في نهاره قبل أن يمسي، فإنه من أهل الجنة، ومن قاله في الليل وهو موقن به، ثم مات قبل أن يصبح، فإنه من أهل الجنة.
الدعاء الذي يكون في الصلاة بين التشهد والتسليم، ويقول فيه العبد: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ".
يعتبر الاستغفار من العبادات المستحبة والموصى بها في الإسلام، وله فوائد وثمرات عديدة، ومنها:
تكفير الخطايا والذنوب ومغفرة الله للعبد.
دخول الجنة ونيل رضا الله.
الوقاية من الخزي يوم القيامة.
تجديد إيمان العبد وتقوية الروح الإيمانية.
زيادة الرزق وتيسير الأمور.
دفع العذاب والمصائب عن العباد.
تحقيق السعادة والراحة النفسية.
توجد آداب وسنن مستحبة في الذكر والاستغفار، مثل الإخلاص في العبادة، والتوجه لله بالخشوع والتضرع، واستعمال السواك، وغيرها. من الآداب أيضًا تحضير القلب والروح قبل الدعاء، واستحضار عظمة الله وتوحيده، والتمهيد للدعاء بالتمجيد والثناء على الله، والاستعانة بالأخوة المؤمنين في الدعاء.
لا يوجد صيغة محددة للاستغفار أو الدعاء في الشريعة الإسلامية، والمسلم يحب أن يعبّر عن اعترافه بالذنوب واستغفاره بالطريقة التي يراها مناسبة له، بشرط أن يكون الاستغفار خالصًا لله وصادقًا من القلب.