عمون- تُعرف المدرسة الواقعية على أنها إحدى المدارس الأدبية والمذاهب الأوروبية التي انتقلت إلى الأدب العربي. تستمد هذه المدرسة عناصرها مباشرة من الطبيعة، وتركز على التصوير الدقيق والواقعي للواقع. تتجلى جوانب هذه المدرسة من الأمور المستمدة من البيئة المحلية، وتهدف إلى إشاعة الصدق والانطلاق نحو الواقع في نفوس القراء.
اتخذت المدرسة الواقعية عدة اتجاهات، ومنها الواقعية النقدية، التي تهدف إلى نقد الواقع وتحليله، والواقعية الطبيعية التي تركز على تصوير الطبيعة والمناظر الطبيعية بدقة، والواقعية الاشتراكية التي تركز على تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع.
تُعزى نشأة المدرسة الواقعية إلى عدة أسباب، منها الرد والاحتجاج على المدرسة الرومانسية التي اهتمت بالخيال والهروب من الواقع. كما تأثرت المدرسة بالتقدم العلمي والإنجازات في مجالات العلوم والدراسات التجريبية الإنسانية والاجتماعية، مما ساهم في تطوير وتأسيس المدرسة الواقعية.
تتميز المدرسة الواقعية بعدة خصائص، بما في ذلك تفضيل النثر على الشعر، وسهولة اللغة وابتعادها عن التكلف، والإبداع الفني في تركيب عوالم شبيهة بالواقع. كما تتميز بالابتعاد عن التقرير والمباشرة والوعظ، وعدم التفاصيل الزائدة والتركيز على تحليل النفس والأسباب. تشتهر المدرسة الواقعية أيضا برسم الشخصيات الإنسانية بمهارة والتركيز على العواطف والحاجات الفكرية والخيالية للقراء.
من بين أعلام المدرسة الواقعية البارزين نجد بلزاك وستندال وفلوبير وميريميه ودوماس الصغير. يعتبر هؤلاء الكتّاب أبرز رواد المدرسة الواقعية ومساهمين كبار في تطويرها.