facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدراما الأردنية تدخل غرفة الإنعاش


وليد شنيكات
01-04-2023 12:22 PM

لا أميل بطبعي إلى عالم الفن وعوالم الفنانين المبهرجة التي تختلط في غالبها مضامين الرداءة كما يزدحم فيها النفور في الأداء، ومثلي هنا كثيرون أيضاً لديهم ما يسجلونه على قطاع الفن عموماً، لكن ذلك لا يمنع من القول إن رفض مطرب بوزن محمد عبده غناء المقاطع المصورة أو "فيديو كليب" وإصراره على الغناء على خشبة المسرح أمام الجمهور يضفي شيئاً من الوقار على الفن الملتزم أياً كان زمانه وموطنه.

أيضاً، هناك نخبة من ممثلي الدراما العرب يفضلون العزلة والعزوف عن التمثيل طالما لم يتسنَ لهم فرصة لعمل جاد ومحترم، مهما كانت أحوالهم، ومن بين هؤلاء الفنان السوري جمال سليمان الذي أبدع في التمثيل مثلما أبدع في الموقف السياسي، وغيره كثيرون ما زالوا ينظرون للفن بوصفه سكة للوصول إلى ذائقة المشاهد الذي يمارس دور الرقيب الذكي لما يعرض، فهو لم تعد تنطلي عليه شوائب الفن مهما تغيرت الوجوه وتبدلت الأقنعة.

أقول قولي هذا وأنا أشاهد بحزن الحال الذي وصلت إليه الدراما الأردنية التي تدخل في غرفة الإنعاش بسبب ما تعانيه اليوم من تراجع غير مسبوق في حجم الإنتاجات والتهاوي الكبير في المضمون الذي طال أيضاً أسماء فنية وطنية كانت لامعة محلياً وخارجياً بعد اقترانها بأعمال مشوهة لا ترقى حتى لمستوى مسلسلات تم عرضها في فترة السبعينات ما زلنا نتغنى بها ونحنّ إلى مشاهدتها رغم تواضعها.

لا أحد ينكر أن المصير الذي وصلت إليه الدراما الأردنية تقف وراءه عوامل عديدة من أبرزها ضعف الإمكانيات المالية اللازمة للإنتاج وكذلك تراجع التسويق في الخارج وهي مرحلة مر بها هذا القطاع في فترة حرب الخليج عندما قاطعته دول خليجية لأسباب سياسية معروفة في حينها، لذا ينبغي تدخل رسمي لإنقاذ قطاع الدراما من الاندثار والحفاظ عليه كمخزون ثقافي وتراثي، فبعد أن كان الأردنيون ينتظرون شهر رمضان لمشاهدة أعمال محلية، صار هذا أيضاً من الأمنيات البعيدة، ففي الشهر الكريم لم يعرض التلفزيون الأردني سوى ثلاثة أعمال جميعها بقالب كوميدي لا يخلو من الركاكة وبأسلوب سطحي وهش.

هذا النمط السطحي الفارغ من كل مضمون، اللاهث وراء الجماهيرية المزيفة لا يمكن اعتباره إنجازاً في الحقل الدرامي الوطني، فهو لا يعدو كونه "متاجرة" بالأسماء الفنية اللامعة التي رضيت بأن تكون مع الخوالف في معركة الإبداع والتميز.

من المؤسف بحق هرولة بعض الممثلين الذين كنا نعدهم من الكبار إلى "سوق الرداءة" الفني ومزاملة جيل طارئ من الشباب لا يملكون أدنى موهبة تمثيلية ولا يعرف حتى ألف باء الفن الحقيقي الذي غاب خلال شهر رمضان هذا العام، وهذه الأسماء ساهمت بشكل أو آخر في إيصال الفن الهادف إلى هذا المستوى البائس، ونجد بعض الممثلين صار يرضى بدور "الكومبارس" أو "الدوبلير" أو لعب دور "الكوميديان" أو حتى مهرج غير ضاحك بسبب ضغط الحاجة أو قل من أجل البقاء تحت الأضواء.

كانت الدراما الأردنية في السابق تذوب في المُشاهد وتخلق حالة من الاندماج وتجد الناس تتمسمر أمام الشاشة لمتابعة هذه الأعمال، وأذكر كيف كانت الناس تحفظ أسماء الشخصيات الفنية وليس أسماء الممثلين الحقيقية من شدة تعلقهم بهذا الأعمال، وهي مسلسلات كانت في غاية الروعة وتتناول قضايا الأردنيين وتلامس همومهم وجراحهم اليومية بكل بساطة محببة إلى قلوب الجماهير التي تميز الغث من السمين مهما دارت عجلة الزمن.

نعم، الدراما الأردنية اليوم تترنح وبوتيرة عالية وتسجل في كل عام تراجعاً كماً ونوعاً، فالأعمال الفنية في غالبها تذهب باتجاه التسلية ولا ترقى إلى مستوى الإنجاز الوطني الذي نفاخر به جميعا كما نلحظ هذا في مختلف دول العالم، فقد تحولت مع الأسف لمصدر رزق لا أكثر والتلفزيون الأردني المظلوم دائماً يضطر بموارده المحدودة أن يساهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من صورة الفنان الأردني المرهق من الاندثار والحفاظ على هيبته أمام المشاهدين داخلياً وخارجياً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :