في الذكرى السابعة لوفاة والدي
م. عروب العبادي
01-04-2023 12:21 AM
ما قبل رحيل ابي كنت كغيري من الناس الذين تمر عليهم ظروف صعبة ومشاكل في الحياة تزعجهم تارة وتضعفهم تارة وتنغص عليهم تارة اخرى ، الى ان مات ابي ، في فجر ذلك اليوم الاسود ايقنت بأن لا مصاب قبل ذلك يستحق الزعل في هذه الدنيا كهذا المصاب الجلل .
ابي في ذكرى رحيلك والتي تصادف اليوم السبت الموافق الاول من نيسان، والتي لا اعيشها مرة كل عام بل اعيشها عام كل يوم ، اشتقت لروحك وقلبك ومبسمك اشتقت لصباح يبدأ بوجهك وبصوتك وابتسامتك الطيبة ، اشتقت لحنانٍ بحجم الكون ، اشتقت لك يا قطعة من الروح فارقتني ، اشتقت لك بحجم الغياب الذي اخذك فجاة ومنذ ذلك الوقت لم تعود .
ابي في كل موقف انت حاضر ، وتشاركنا جميع لحظاتنا ، انا وامي واخواني واخواتي واحفادك الذين تحبهم ويحبوك ، انت حاضر دائماً ولم ولن تغيب ، يا بطلي الاوحد واستقامة ظهري ، يا روحاً طاهرة ويا قلباً عامراً بالحب ، ويا جبلاً للمحامل ، يا جابراً للخواطر ، يا شديد الباس يا من لم تعرف اليأس ، يا دافىء اللسان يا عنواناً للاحسان ، يا حزام الظهر يا عنوانا للفخر ، يا من زرعت حبك في قلبنا وقلب كل من عرفك.
أبي سلام على عينك النائمة من مدة طويلة ، وسلام على قلبك الهادىء المتوقف عن النبض ، وسلام على رائحتك الطيبة في جوف الارض ، وسلام على روحك التي تضحك واشعر بها كلما زرت قبرك ، رحمك الله وغسلك بالماء والثلج والبرد ، بحجم حبك وحنانك وبذلِك وعطاءك ، كل عام وانت اجمل ما رات عيني وكل عام وانت روحاً سكنت روحي ولم ترحل ، وكل عام وانت الحب اللامشروط والسند والظهر الحقيقي بكل ما قدمته لنا حتى وانت تحت التراب ، فمن بعد نعم الله غارقون بنعم كنت انت من نسجتها وقدمتها ، رحمك الله يا روحي ويا نبضي ويا عمود البيت فمهما اخذك الغياب ستضل حاضرا في قلبي ومكانك فارغ لن يملؤه احد.