تنوعت الأدوات والقهر واحد ..
17-07-2007 03:00 AM
يغطون الشمس بغربال ثم يأتوا لينظروا بان الشمس غابت او ابتلعها الشيطان او حجبها ذلك الغربال الصنديد .. وهكذا يبدأ المشوار ولا ينتهي إلا ان يلحق الآخرون ويسيروا في ركب المنظرين في لعنة الشمس ومدح الغربال الذي استطاع ان يحجب قرص الشمس ..وان لم تفعل فأنت القاصر المقصر الذي لا يعرف الحقائق التي يعرفها العباقرة المنظرون بالباطل ..!فتى بريء او ربما اظهر البراءة طرح حلا عليهم "لماذا أيها القوم لاتغطون قرص الشمس ببرذعة حمارنا فهي قادرة على حجبها ،لنكون صادقين عندما نلعن الشمس وقد غابت أشعتها عن عيوننا .."
شيخ عركته الأيام وفقد الكثير من دبلوماسيته ربما لان رجله اقتربت من القبر صاح مشفقا على الفتى بعد ان سمع قوله"يا ولدي لا تكن ساذجا فالقوم يعرفون كل شيء ولكنهم يتفننون في ممارسة القهر ،أنهم يريدون ان تقهر نفسك مرتين، مرة وأنت ترى الشمس بعينيك وتقول أين هي الشمس ، لقد غابت.. ،ومرة أخرى وأنت تمدح الغربال الذي اخترقته أشعة الشمس وتدعي على نفسك وضميرك زورا وكذبا ان الغربال حجب الشمس وقام بواجبه على أكمل وجه.. يا ولدي ان الشمس في زمن الزيف و البهتان تحجب بجرة قلم وتوجيه .. وان كانت ظاهرة للعيان ، أليس هو القهر بعينه..
تماما مثل ذلك الرجل العجيب الذي يستولي على بيتك ،ثم يعمد الى توزيع زوايا البيت وأركانه على بعض اصحاب البيت ، هنا ينام رب الأسرة ، وهنا تقعد العجوز، وهنا يتكىء الابن البكر، وهنا يقف هذا الولد وذلك الطفل وتلك الفتاة وهكذا.. ثم يصدر توجيهاته بمنع استخدام أدوات المطبخ ومرافق البيت الا بموافقته ،ولان الاستجداء لا يكفي عند ذلك الرجل فلابد له من مقدمات ضرورية لترفع معنوياته ويستجيب لهذا الاستجداء إذ لا بد ان يفرض على كل فرد من اصحاب البيت ان يسبح بحمد وفضل ذلك الرجل العجيب والا فان الحرمان عقابه والتشويه جوابه والاتهامات نهايته ,ولان الغريب فوق كل هذا وذاك لا يشعر بألامان والطمأنينة فهو يعمد الى جلب مزيدا من المرتزقة ليسيطروا على كل طنجرة وصحن وملعقة وراس بصل وجحر صراصير وقبو فئران لتكون لهم الغلبة ويبقى غيرهم يذوقون الذل والقهر والفتات ..
وصمت الشيخ عن الحديث وقال آخر عبارة:" تنوعت الأدوات والقهر واحد".
drmjumian@yahoo.com
http://majcenter.maktoobblog.com/