اصدر تيار الصهيونيه الدينية فتوى توراتية منحت بموجبها نتنياهو "تاج ملك اسرائيل" ، وكما اعلن هذا التيار قوفه التام مع نتياهو وحكومته التى تشكل بالنسبة اليهم مرجعية عسكرية وامنية وحتى الدينية ، وبهذه البيعة التوراتية يصبح الزعيم نتياهو ملك اسرائيل المتوج بارادة دينية تاريخية وكذلك هو مؤيد بالتفاف تيار اصولي صهيوني متشدد والذى بدوره اعلن عن مواجهته بطريقة مباشرة للصهونيه العلمانية المؤيدة من الايباك كما من بيت القرار بواشنطن والادارة الامريكية ...
حيث قامت "حكومة ملك اسرائيل" بالخروج عن نص ومضمون السياسية الامريكية عندما قامت بتوجيه ضربة على العاصمة السورية دمشق محاوله بذلك استفزاز القوات الايرانية فى الواجهة الشمالية ومخالفة بذلك توجهات الرئيس جوبايدن السياسية والمنظومة العسكرية الاقليمية بعدما قامت باتخاذ قرارات احادية استفزازية ضد ايران .
لكن الملك نتياهو اراد من وراء هذه الضربة اعلان الاستقلال بقراره العسكري والسياسي عن البيت الابيض حتى يتم لفظه من التيار الغربي ومن ثمة يمكن شراءه بالقضاءات الروسية الصينية وهي الصورة التى يبدوا انها تشكل عنوان دراما اكثر من اللازم ، لكنها تجيب عن سؤال مباشر حول ما الذى ي يريده بيت القرار الاسرائيلي الجديد بحلته التوراتية !؟ كما ان ذلك يؤكد ان هنالك عملية انتقال ممنهج للمجتمع الاسرائيلي الى منزله جديدة ..
ولعل عملية الانتقال هذه للسلطة الاسرائيلية من دولة مدنية تستند للنهج الديموقراطي جاءت مع ولادة التكوين الى دولة يهودية تقوم على التعددية الثيوقراطية قبل مرحلة القبول وعملية التطبيع بعدما تهاتفت مجتمعات المنطقة على اسرائيل لاقامة علاقات طبيعية معها. لتاتى من بعد ذلك مرحلة الطور الجديد الذى يقوم على المملكة التوراتية وهو ما ياتى ضمن ثلاث اجيال متعاقبة بخطوات متسارعة الامر الذى يجعل من طبيعة الحكم باسرائيل مدار بيان ومثار جدال ، كما يجعل من الشعب الاسرائيلي يعيش حالة انقسام حادة تطال (العقد الاجتماعي) والذى بدا الحديث حوله ماخرا بالاورقة التوراتيه ليتم اعادة صياغته هذه المرة بطريقة مكتوبة تشكل الدستور الجديد للمملكة الاسرائيلية العتيدة .
ولان مملكة اسرائيل التى يجري الحديث حولها ستصبح سلطتها بقبضة فئة توراتية وسيصبح معها المجتمع الاسرائيلي يتشكل من على طبقات تقوم على الفئوية الاثنية كما على المذهبية العرقية فان نظام الضوابط والموازين سيكون مغاير عن ذي قبل لان العقد الاجتماعى سيحمل عناوين جديدة للملكية الحاكمة وسيتحدد بموجبه الفئات التي سيسمح لها المشاركة بالسلطة..
وهذا ما سيبعد العقد الاجتماعي الجديد لمغهوم المواطنة كما ان ذلك سيجعل من الشعب الاسرائيلي يعيش حالة انقسام مذهبي وعرقي حتى فب الحاضنة الدينية الواحدة وستزداد مع ذلك الاعباء على رابطة المملكة الاسرائيلية الجديدة نتيجة وجود مجموعة اخرى مشكلة للمجتمع الاسرائيلي ستعارض الاقصاء وهى المجتمعات العربية والدرزية والشركسية لتكون جميعها فى مواجهة هذا المشروع بداخل الحاضنة الذاتية التى يبدوا انها تستعد.لاستقبال دستور مملكة اسرائيل ...
وهو الدستور الذى ينذر بتصنيف مواطنين مملكة اسرائيل ضمن طبقات معلومة فمنها ما سيحظى بالمواطنة الكاملة "الاهلية المدنية والسياسية" واخري ما قد يحظى بالاهلية المدنية من دون السياسية واما الفئة غير اليهودية فانها ستحظى بشرف الاقامة من دون الاحقية بالجنسية على حد تعبير الوزير الضليع سموتريتش ونظرياته !! ومراسم رئيس الديوان الملكي الاسرائيلي بن غفير ...؟!
فان تم تنفيذ هذا المشروع بسلام فان اسرائيل ستبعد تيار الصهيونية العلمانية المؤيد دوليا بمعادلات النفوذ فى ايباك والجى ستريت ، كما ان مملكه اسرائيل التوراتيه ستعلن الحرب على كل مجتمعات المنطقة لانها ستفقد بذلك عقال الحكمة وستذهب لاستخدام القوه وستقوم بالتعاطي مع المشهد العام كما متوقع ضمن سياسات احادية وقرارات توسعية تقوم على فكر الصهونية الدينية وهو ما يجعلها تبتعد عن بيت القرار ومركزه الاقليمي وهي المحصلة التى جعلت من اسرائيل تقف عند مفترق طرق يستند للفصل او الانفصال.
وبعدما استطاع الملك نتنياهو من لملمة الحكومة الاسرائيلية بعودة وزير الدفاع المستقيل غالانت اخذ يبسط زمام سيطرته على المؤسسة العسكرية والامنية كما قام بسط سيطره على الكنيست الاسرائيلية ولم يبقى امام الملك نتياهو ومشروع مملكة اسرائيل الجديد سوى السيطرة على الجهاز القضائي الذى يشكل بالمفهوم الضمني بيت القرار للحكم الاسرائيلي ، وهو البيت الذى تجرى عمليه تغيير محتواه بخطوات متسارعة ويتوقع ان تحمل نهاياته وقائع عنيفة اذا ما استمرت حالة الاقحام المبالغ فيها ودرجة الاستحواذ الكامل لحكومة الملك نتياهو ..!
خلاصة القول ، ان اتباع نتياهو سياسية التقوقع والحروب الى الامام لن تجدي نفعا ، ولن تخقق فائدة فى ظل حالة الحصار الدبلوماسي المفروضة عليه والتى اصبح بموجبها ان لا خيلر امامه سوى الالتزام بالرشته التى قدمها الرئيس الامريكي اليه حتى يلجم اهواءه التوسعيه ، فان نتياهو ان استمر بغيه ستدخله نتائج ذلك كما هو متوقع بحسابات اما التغير او التغيير ...
وهذا ما سيجعل منظومة العمل الاقليمية المحيطة بع تعيد رسم حسابتها وتعيد تصميم سياساتها كانت تستند " للتقرب من الخصم لتامين السلامة" الى سياسية اخرى تقوم على الحوصلة لتحقيق الرادع المطلوب وهو ما ينذر بعواقب وخيمه اذا ما استمر مشروع مملكة اسرائيل بقيادة حكومة التوراة لان مملكة اسرائيل كما هو مبين بالتوارة وعلوم الاسفار ، هي مملكة الهيكل التى يراد اقامتها لاقامة حلم دولة اسرائيل ما بين القرات والنيل وهذا ما يهدد بصورة صارخة سلامة المنطقة وامن مجتمعاتها .
كما يهدد البيت المقدس الذى اعاد بناءه سيدنا سليمان بدعوة حملت له عدالة الحكم ، وملك لا ينبغى لاحد من بعده ، كما حملت كفارة عن كل ذنب لكل قاصد صلاة فى الييت المقدس ، وهى القدس التي ستبقى عربية بوصايتها الهاشمية شاء من شاء ورضى من رضى ، فان دخول الملك نتياهو ببرنامج الحكومة التوراتية المتصهية يجعله عرضة لرفع الحماية الصهوينة العلمانية عنه كما يجعل الحماية الامريكية والاممية تغير زواياه لتكون رافعة للاردن الدور والرسالة ..