نظرية التغيير في المشاركة السياسية والحزبية للشباب
وائل منسي
31-03-2023 12:08 PM
إن المشاركة السياسية والحزبية للشباب هي موضوع ذو أهمية كبيرة في العالم الحديث، فلقد أصبح الشباب اليوم هو القوة الثورية الأساسية التي تستطيع أن تجعل تغييراً جذرياً في بناء المجتمع وتفعيل دوره في السياسة والاقتصاد والمجتمع.
يجب علينا أولاً أن ننظر إلى أسباب عدم مشاركة الشباب في السياسة والحزبية، إذ إنه من المعروف أن الشباب اليوم يشعرون بعزلة وفوضى ثقافية واجتماعية، وأن الكثير منهم يرون أن لا فائدة من المشاركة في الحياة السياسية. لهذا يجب على المجتمع والقادة السياسيين اليوم أن يستطيعوا فعل أكثر لتحفيز الشباب على المشاركة السياسية والحزبية.
وتحتاج المشاركة السياسية والحزبية للشباب إلى توفير متطلبات أساسية تحفيز الشباب على المشاركة، مثل تحقيق العدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة، والتعليم الجيد، والفرص الوظيفية، والحريات الوطنية والأساسية.
ويجب على الحكومات والأحزاب السياسية أن تعمل بجهد لتحفيز الشباب من خلال تقديمهم لأفكار رائدة وريادية وخلاقة والقيام بحوار مفتوح مباشر معهم وتشجيع النقاشات العامة والتفاعلية وتخصيص الفرص السياسية للشباب.
ويجب على المدارس والجامعات أن تشجع وتدعم الدورات السياسية والمناقشات والحوارات المفتوحة لتشجيع الشباب على الانخراط في الحياة السياسية والحزبية.
ويجب على المجتمع كله أن يدرك حجم أهمية المشاركة السياسية والحزبية للشباب، وأن يدعمهم ويشجعهم ويساندهم، وأن يسعى جاهداً لتقديم الفرص الكافية لهم للانخراط في هذه المجالات. فالشباب هو مستقبل الأمة، ولا يمكن تحقيق التغيير الحقيقي إلا بتفعيل دور الشباب في المجتمع والحياة السياسية والحزبية.
ونظرية التغيير في المشاركة السياسية والحزبية للشباب تقتضي الإيمان بقوة أن الشباب يمكنهم تغيير النظام السياسي والحزبي من خلال المشاركة الفعالة في العملية السياسية والحزبية. وتؤكد هذه النظرية على أن الشباب يمثلون قوة هائلة يمكنها أن تعزز الديمقراطية وتحقيق التغيير في الحزب الذي يعملون به.
وأن الشباب قادرين على تحويل الأسس السياسية والحزبية إلى ما يُناسب الجيل الحالي، وليس ما كان في الماضي، وهذا يعني أن ينبغي للحزب والسياسيين تطوير الأساليب والأسس المفتوحة لتلبية احتياجات الشباب في العالم الحالي.
ومن أهم مبادئ نظرية التغيير في المشاركة السياسية والحزبية للشباب،
تشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في السياسة والحزب، وتمكينهم من الدخول في عملية صنع القرار.
وتحفيز الشباب على التغيير وتمكينهم من المساهمة في تطوير الحزب والنظام السياسي.
وتوفير حوافز للشباب لدخول السياسة والحزب، وتقديم دعم مالي ومادي وتدريب حتى يصبحوا قادة في مجال السياسة.
وتطوير أساليب الدعاية والتسويق والاتصال الرقمي لجذب الشباب إلى الحزب والسياسة.
ويقتضي أيضا تشكيل برامج تعليمية وتدريبية للشباب للمشاركة الفعالة في عملية صنع القرار والنشاط السياسي والحزبي.
وبالتالي، يعتبر التغيير في المشاركة السياسية والحزبية للشباب بمثابة تغيير الأسس الحالية القديمة والتقليدية، وهو ما يمكن أن يحقق التغيير الإيجابي في الحزب والنظام السياسي.