عمون - المعاصي هي أفعال مخالفة لأوامر الله -تعالى- وتنقسم إلى أنواع مختلفة. يحث الله عباده على الطاعة والصبر على أوامره، ويحذرهم من العصيان وينبههم على عواقب سيئة تلحق بالمعاصي. يعرف العباد أن الذين يمارسون المعاصي يتعرضون للخسارة في الدنيا والآخرة، ويذكرهم بأنواع العقوبات التي يواجهونها إذا استمروا في العصيان. المعصية هي المقابل العكسي للطاعة، فمن يعصي الله فإنه يخالف ويتجاوز أوامره ويقوم بأفعال محظورة، وبذلك يرضي لنفسه ما يكرهه الله. وهذا هو الخسران المبين كما يوضح الله في القرآن الكريم.
تصنف المعاصي إلى عدة أنواع، فمنها المعاصي القلبية التي ينشأها القلب بمشيئته، ومنها المعاصي التي تتعلق بالأعضاء، مثل النظر إلى ما حرم الله والكلام السيء. وتقسم الذنوب إلى كبائر وصغائر، حيث تعتبر الكبائر أشد في الوزن وتشمل الشرك بالله وعقوق الوالدين والشهادة الزور وأخذ مال اليتيم، بينما يعد الله لعباده أن يغفر لهم الذنوب الصغيرة إذا اجتنبوا الكبائر.
للمعاصي آثار سلبية على النفس، وذكر ابن القيم بعض هذه الآثار التي تؤثر على صاحب المعصية، مثل الحرمان من العلم وتضييق الرزق وحصول الوحشة بين العبد وربه وتعسير الأمور وحرمان الطاعة وهوان المذنب على الله وعلى الناس وقرب زوال النعم وغيرها من الآثار السلبية.
هناك عدة أمور تساعد على ترك المعاصي والثبات على التوبة، مثل إدراك قبح المعاصي وشدة آثارها السلبية، والشعور بالحياء من الله وخوف عقابه، وتذكر النعم التي تفضل الله بها على العباد وأن التوبة تزيد من فضله ونعمه، والخوف من يوم الحساب والركون إلى الله، وترك الزيادة في الطعام والشراب وتجنب الشركة والمجاملة، وتقصير الأمل في الدنيا وتوجيه الأمل نحو الآخرة.
في النهاية، يتعين على الإنسان التمسك بالطاعة وتجنب المعاصي، والسعي للتوبة والاستغفار إذا ارتكب الخطايا، وذلك للوصول إلى رضا الله وتحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.