هل ضعف الإنجاز حتى أصبح الاحتفال بقدوم ١٥٠ سائحا أجنبيا عنوانا صاخبا يستحق الاحتفال.
هل ضعف الإنجاز حتى أصبح ملء أرفف الأسواق بعلب السردين وأكياس الارز والسكر مدعاة للفخر؟.
قبل أن الفت الانتباه إلى هذه الملاحظات ذهبت إلى تصفح وسائل إعلام متنوعة لدول عديدة فلم أجد لمثل هذا النوع من الأخبار أي أثر.
تتسابق الوزارات والمؤسسات على إبراز ما تقوم به من أعمال تقع في صلب مهماتها باعتبارها إنجازات تستحق الاحتفال.
قبل شهر رمضان تتسابق ذات الصفة الرقابية على نشر أخبار الإغلاقات والإتلافات باعتبارها أهم إنجازاتها.
وكأن هذه الوزارات والمؤسسات متفرغة فقط لهذه المهمة، فلا أعمال تبرزها ولا إنجازات تتحدث عنها وكأننا في ماراثون للغذاء الفاسد والمخالفات الصحية.!.
هذه تسارع إلى الإعلان عن إتلاف معلبات منتهية الصلاحية وتلك تبرز خبرًا عن إعدام أسماك أو لحوم فاسدة، واخرى تنشر صورا تتخلص فيها من تمور وتحرص رابعة على نشر خبر مصادرة عصائر غير صالحة بالبنط العريض.
أين إنجازاتكم لتطوير عمل مؤسساتكم ووزاراتكم لتقديم خدمة أفضل للمواطن وأين هي خططكم وبرامجكم لمواجهة التحديات العظيمة وأين هي مبادراتكم للتكيف مع المتغيرات الكبيرة التي يشهدها عالم الخدمات؟.
أي رسالة نريد أن تصل عبر الإعلام عن وصول باخرة أو طائرة تقل ١٠٠ سائح أجنبي، الدول التي يزورها ١٠٠ ألف سائح في اليوم لا تفعل ذلك !.
حرص المؤسسات المبالغ فيه على نشر هذه الأخبار التي تزدحم بها صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية وشاشات التلفزة والشبكة العنكبوتية؟. سوى إبراز إنجازات لا علاقة لهذه المؤسسات بها وهي ليست من صنعها وان كانت كذلك فهي من صلب اعمالها وواجباتها.
الإكثار من نشر أخبار الأغذية الفاسدة والمخالفات تكرس سمعة بائسة تقول أن غذاءنا فاسد وأن تاجرنا غشاش، وما هذا الهراء لا ينتج سوى التشكيك والعجز!.
هذا الجهد لا يحتاج إلى إشهار بل بصمت، فما هو إلا عمل روتيني لدائرة من عدة دوائر اخرى لها مهمات يفترض انها اكثر انتاجا بينما تحرص هذه الوزارات والمؤسسات على تضمينها تقاريرها السنوية كافضل انجازاتها ويرددها الوزراء والمدراء في كل بيان ومؤتمر صحافي وتصريح.
على الإعلام أن يترفع عن نشر هذه الأخبار، وأن يردها على اصحابها !!.
(الراي)