برز الحديث في الآونة الأخيرة عن نية الكيان الصهيوني شق قناة البحر المتوسط إلى إيلات على خليج العقبة (وهذا المشروع قديم من الخمسينات) علما أن المسافة أطول بكثير من قناة السويس، حيث ستبدأ من شاطئ فلسطين التاريخية من يافا وعكا، ولا بد أن يمر في غزة (أنظر إلى الخريطة) وتعترض القناة مشاكل لوجستية وقانونية وجغرافية وموضوعية، فالمصب عند إيلات ضيق جدا وتوسيعه يحتاج إدخال ميناء العقبة وتوسيعه، وأخذ أجزاء أكبر من الشاطئ السعودي.
عدا الطبيعة الصخرية في بعض أجزاء الأراضي التي ستمر بها والصعوبات التي تعترضها، علما أن قناة السويس تمر في أرض صحراوية رملية، وأيضا المدة الزمنية الطويلة لإنجاز القناة المزعومة (حسب التقديرات ١٢ - ١٥ سنة على الأقل) .
لكن أعتقد أن حرب التجارة العالمية الباردة بدأت مؤشراته تظهر بين الشرق ممثلة بالصين وروسيا وبين الغرب ممثلة بأوروبا وأمريكا.
والأمر الآخر، هو حرب السفن التجارية وناقلات النفط والغاز بين إيران والشرق من جهة وبين إسرائيل والغرب وأمريكا من جهة أخرى، خلال الثلات سنوات الماضية تم ضرب ١٩ سفينة ايرانية في الخليج ومناطق أخرى في المتوسط دون ضجيج وبقيت إيران صامتة، إلى أن ضربت إيران خلال الفترة الاخيرة سفينتين اسرائيليتين في الخليج، وتم تهديد المنشآت النفطية في السعودية بضربها أكثر من مرة من قبل الحوثيين، ولا ننسى في حرب لبنان عام ٢٠٠٦ قام حسن نصر الله وعلى الهواء مباشرة بضرب بارجة حربية إسرائيلية متطورة بصاروخ، دمرها وهذا قبل ١٥ سنة، فكيف بالمنظومة الصاروخية التي يمتلكها الآن، إذا هي حرب البحر والسفن.
وإغلاق مضيق باب المندب ومضيق هرمز (عمليا هما تحت سيطرة الإيرانيين والجماعات التابعة لها في اليمن) يهدد التجارة العالمية، وتجعل القوى الكبرى تهدئ الأمور وتسعى لتسوية النزاعات والضغط على دول المنطقة ومنها إسرائيل لوقف المناوشات وتبريد المنطقة، لذلك جاء الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية في هذا السياق.
غليان المنطقة لصالح من ؟.