عمون - يعتبر القلب المعيار الرئيسي لفلاح الإنسان ونجاحه في حياته. إذا كان القلب سليمًا، فإن حياته ستكون كذلك. يعتبر القلب السليم أساسًا لصلاح الإنسان، وهو صفة تُميّز صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانت قلوبهم سليمة. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحثهم على الحرص على سلامة قلوبهم. إذا كانت قلوب الصحابة سليمة، فإن المسلمين ينبغي أن تكون قلوبهم أيضًا سليمة ومحصنة ضد التحديات والشبهات في حياتهم.

القلب السليم هو سبيل لإفادة المسلم عند لقاء الله تعالى وحسابه يوم القيامة. عندما يكون القلب سليمًا، فإن جميع أعضاء الجسم تكون سليمة أيضًا. الله تعالى يراقب قلوب عباده، وينظر إلى حالهم. يتأثر نية الإنسان بحالة قلبه، وإخلاص النية لله تعالى هو مؤشر على قبول أعمال الإنسان.

توجد علامات تميز القلب السليم عن غيره من القلوب. بعض هذه العلامات هي:

أن يكون القلب تائبًا ومتوجهًا إلى الله تعالى.
أن يكون القلب خاليًا من الأخلاق السيئة وأن يبتعد عن حمل البغض للآخرين.
أن يكون القلب مستمرًا في الرضا والقناعة بمشيئة الله تعالى في أمور الإنسان.
أن يدرك القلب حقيقة الدنيا وأنها محطة مؤقتة وأن قلبه مرتبط بالآخرة.
أن يكون القلب سعيدًا بالقرب من الله تعالى وحبه والتوكل عليه والاطمئنان بقربه.
أن يكون القلب السليم مستمرًا في ذكر الله تعالى ويجد الراحة والسكينة في ذكره.
أن يكون القلب السليم يشعر بالألم والتعب والضيق إذا مر يوم دون قراءة ورده اليومي.
أن يكون هدف القلب السليم هو إرضاء الله تعالى وأن تكون حياته كلها لله.
أن المسلم إذا بدأ في أداء الصلوات اليومية، يشعر بالفرح والسعادة ويحصل على الراحة والسكينة.
أن القلب السليم يشعر بالألم والأسى عند ارتكاب الذنوب والمعاصي حتى ولو كانت صغيرة.
أن يكون هم القلب السليم هو اتقان العمل والإحسان في أدائه.
أن يؤمن القلب السليم بوجود يوم القيامة وأنه حق وسيحدث بالتأكيد.
القلب السليم هو القلب الذي لا يؤذي من حوله من الناس.
للمحافظة على سلامة القلب واكتساب صفة القلب السليم، يجب على المسلم أن يلتزم ببعض الوسائل التي تساعده على ذلك، ومن هذه الوسائل:

يجب على المسلم أن يكون نية كل ما يفعله في حياته خالصة لله تعالى.
يجب أن يتحلى المسلم بالرضا والقناعة بما يحدث له في حياته وما يكتبه الله تعالى له.
يجب على المسلم أن يتدبر آيات القرآن الكريم ويحرص على قراءته في كل وقت؛ فإن القرآن الكريم يعتبر شفاء للنفوس والقلوب.
يجب على المسلم أن يتحلى بالأخلاق الكريمة مثل فهم مقصود الآخرين والتمسك بالخير وإحسان الظن بهم.
يجب أن يسعى المسلم لنصح الآخرين بطرق حسنة وبدون إيذاء.
يجب أن يستعين المسلم بالدعاء ويدعو الله تعالى أن يرزقه قلبًا سليمًا يحمل الحب والسلام والخير للناس.
يجب على المسلم أن يلقي تحية الإسلام على من حوله ويسعى لتقوية العلاقات الإنسانية وتجنب السوء والكراهية.
يجب أن يقدم المسلم الهدايا لمن يحبه وذلك لتعزيز العلاقات بين الناس.
يجب أن يسعى المسلم لمجالسة أهل العلم واكتساب العلم منهم.
يجب على المسلم أن يتذكر دائمًا فكرة الموت واليوم الآخر، وذلك يساهم في رقة القلب.
يجب على المسلم أن يبتعد عن الذنوب والمعاصي وأن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه.
يجب على المسلم اختيار الرفقة الحسنة والصالحة التي تحب الخير.
يجب على المسلم أن يسعى لتقديم الخير للناس ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
تتنوع أنواع القلوب وفقًا لحالتها وصفاتها. تشمل هذه الأنواع:

القلب الذي لا حياة فيه: وهو القلب الميت الذي يخلو من الإيمان بالله تعالى والبعد عنه. يكون صاحب هذا القلب متنافقًا في أعماله ويتميز بالتعالي على الآخرين. هذا القلب ينتمي إلى الكافر.

القلب المريض: وهو القلب الذي يحتوي على المرض، حيث يتواجد الإيمان فيه ولكنه يميل للشهوات والفتن والأمراض النفسية. الإيمان في هذا القلب ضعيف وملوث بالضعف، مما يؤدي إلى اتباع الشهوات وغيرها.

القلب غير الثابت: وهو القلب الذي يتقلب بين شقين. يحثه شق على الإيمان بالله تعالى واتباع أوامره وشق يحثه على ارتكاب المعاصي والذنوب. هذا القلب ليس ثابتًا بل يتأثر بزيادة مستوى الإيمان فيه أو الغفلة والبعد عن التقوى.

القلب السليم: وهو القلب الذي يتمتع بالصلاح والسلامة من الغل والحقد. يؤمن بالله تعالى بإيمان صادق قوي ويسعى لإرضاءه باتباع أوامره وتجنب نواهيه. يملأ القلب السليم بالاطمئنان والرضا والتوكل على الله.