ومثل عادتي في شهر رمضان المبارك، أمارس طقوسي الدينية على أكمل وجه، وايضا استعد لقضاء سهرة تلفزيونية أترقب بها السباق الرمضاني عبر الشاشة، وأتوجس أمام الدراما التي تقدم السياسة بطابع مبطن ومدروس وأضع علامة لكل مسلسل وبناءً عليها اتقمص الوقت وأشاهد.
ما يقلق بالأمر، أن الدراما في الأردن تحتاج " موسرجي " لفكفكة هذا التكلس الهائل والمعقد وتسليك ما تركه الزمن عليها وإعادة تشكيلها بالعامية " فضحتونا "، النص ساذج والفكرة ساذجة والتمثيل رديء والأبطال بلا روح او موهبة تماما كالخرقة البالية التي تقص بالمقص وتتحول إلى مماسح للبلاط وطاولات الوسط وأتربة النوافذ.
"فضحتونا " وأنا أدين الدولة التي تفتقر ليس فقط للبعد المادي لتمويل اية مسلسل، إنما تفتقر للبعد الثقافي والإنساني، حينما تفكر بموائد اللئام وتطبيق العقلية الرعوية في التكريم والاحتفاء بالتافه والتافهة على مسرح اللامنطق واللاشعور ، فضحتونا أمام شركات الانتاج والمخرجين والكتاب في الخارج ، وأرجوا ممن يتحجج بالضخ مادي أن يصمت ويقفل فمه ، فقد قدم لنا " أبو عواد " سلسلة محترمة في وقت كانت الأردن لا تمتلك تلك الخبرة في العمل الدرامي ولم يتطلب العمل تلك الإمكانيات الباهظة .
" فضحتونا " على جميع المستويات ، وأرهقتم وقتنا بالمبالغة والسخافة بلا فائدة ، اتمنى أن يحدث انقلاب أخلاقي يعي من خلاله كل شخص مسؤول مدى حاجتنا لنقلة نوعية فيما يصدره التلفزيون والاعلام على حد سواء ، لأن ثمة بلد اسمها " الأردن " ولأن " هنا الأردن " .