هيلاري ستمارس ضغوطا على إسرائيل .. كيف ؟!
سلامه العكور
13-12-2010 03:09 AM
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تعلن ان بلادها ستمارس ضغوطا على الجانب الفلسطيني وعلى اسرائيل من اجل استئناف المفاوضات غير المباشرة !!.. وقال الرئيس اوباما ان بلاده لن تتخلى عن دورها في عملية السلام..هذا الكلام جاء بعد ان اعلنت ادارة اوباما عن عجزها عن اقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان مقابل عشرين طائرة مقاتلة من طراز « فانتوم اف 35 «، ثم اعلنت عن تخليها عن دورها على هذا الصعيد.. فماذا جرى حتى تتحمس ادارة اوباما وتعمل على استعادة دورها الذي ثبت فشله بعد ان اجتاحها اليأس والاحباط من امكانية تحقيق ولو خطوة واحدة على طريق السلام...
هيلاري كلينتون تزعم انها ستمارس ضغوطا على الجانب الفلسطيني وعلى اسرائيل !!.. فاذا كانت حكومة نتنياهو قد رفضت صفقة بتزويدها بعشرين طائرة من طراز « فانتوم اف 35 « مقابل تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة اشهر فقط، فأي شكل من الضغوط ستمارسها ادارة اوباما لاقناع حكومة نتنياهو ؟!!...
كلينتون وهي تعلن عن ممارسة الضغوط، فانها تعني حتما انها ستمارس الضغوط على الجانب الفلسطيني فقط كما اعتادت ادارتها ان تفعل لعدة عقود... فادارة اوباما رغم مزاعمها التي ثبت بطلانها هي واحدة من الادارات الاميركية المتعاقبة التي لا هم لها سوى دعم اسرائيل وتشجيعها على مواصلة سياستها العدوانية ومواصلة تحقيق اطماعهاالتوسعية على حساب الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية والعربية... فلقد شجعتها مثلا على شن عدوان فاشي على لبنان في العام « 2006 م « لتصفية حزب الله.. وشجعتها على شن عدوان همجي على قطاع غزة في العام « 2008 م « لتصفية حركة حماس...
ان ادارة اوباما تعمل على تمكين اسرائيل من كسب وقت اضافي لاستكمال برنامجها الاستيطاني في ظل مفاوضات جديدة مع الجانب الفلسطيني وبمبررات ومزاعم كاذبة، ثم التخلي عن دورها والاعلان عن عجزها كما فعلت قبل ايام..
لقد لدغ الجانب الفلسطيني والعربي عشرات المرات من الجحر الاميركي، ولم يعد مستساغا « ابدا « اعادة التجارب الفاشلة التي حققت اسرائيل فيها جزءا كبيرا من اطماعها.. فالرهان على الدور الاميركي من جديد هو كالرهان على صيد السمك في صحراء نيفادا...
ان على الجانب الفلسطيني والعربي البحث عن بدائل لهكذا مفاوضات عبثية تستنزف المال والجهد، وتعطي لاسرائيل المزيد من الفرص..
فمثلا حققت اسرائيل انجازا كبيرا في تجزئة العمل الوطني الفلسطيني وانقساما خطيرا في صفوف المقاومة..كما عملت على نزع اسلحة العديد من فصائل المقاومة في الضفة الغربية..وانطلقت اذرع اسرائيل الضاربة تقتل وتجرح المناضلين في الضفة وتهدم المنازل وتجرف المزارع وتصادر الاراضي وتقيم المستوطنات، وتواصل بناء الحاجز العنصري الكبير لتطويق عشرات القرى وعزل عشرات القرى هناك..
ايهود باراك: « قال في واشنطن يوم الجمعة الماضي ان سياسة الاستيطان والتوسع ومصادرة الاراضي الفلسطينية ستأتي على نهاية اسرائيل.. وذلك لان في ذلك ظلما لشعب آخر يعيش على هذه الارض ولن يتخلى عن حقوقه «...
هذا كلام صحيح حتى وان قصد ايهود باراك شيئا آخر...
وهنا نقول انه مجرد التلويح الفلسطيني بالتفكير ببدائل عن المفاوضات والتوجه فعلا لتحقيق المصالحة الوطنية على اساس العودة الى جميع اشكال النضال الوطني بما في ذلك المقاومة، فان كلا من واشنطن وتل ابيب ستعيد النظر في حساباتها وتراجع سياساتها وتدرك ان الجانب الفلسطيني والعربي ليس دمى مطيعة تتحرك بارادتها هي وتأتمر باوامرها.. فليتجاوز الجانب الفلسطيني والعربي مواقفه القديمة وليبرهن على انه ليس كما جاء في وثائق ويكليكس وفي كتابي جورج بوش وتوني بلير..
(الرأي)