عمون - تعتبر العبادات في الإسلام مقصودة ومحددة بناءً على حكمة الله العليم، فإن الله لم يخلق العبادات عبثًا بل لها أهداف ومقاصد واضحة. قد ذكر الله بعض المقاصد في الكتاب الشريف وبعضها الآخر لم يذكره صراحة، وقد سعى علماء الإسلام لفهم مقاصد العبادات من خلال دراسة النصوص الشرعية.

فيما يتعلق بمقاصد الصيام، فهناك العديد من المقاصد التي تعود بالخير والفلاح على الصائم، ومن بين تلك المقاصد:

تحقيق هدف وجود الإنسان في الكون: يحقق الصيام هدف وجود الإنسان في الكون، وهو العبودية لله تعالى. يتحقق ذلك من خلال اتباع أوامر الله واجتناب النواهي. فالصوم هو امتثال لأمر الله بترك الأكل والشرب، وفيه يتم ضبط النفس وتطويعها لأوامر الله.

تحقيق التقوى: يساعد الصوم الفرد على تحقيق التقوى، وهي أعلى مقاصد الصيام. يترك المسلم ما يحب ويشتهي لمرضاة الله، وبذلك يتحقق التقوى. يشعر المسلم بقرب الله وأنه يحبه ويريد أن يقرّبه إليه، وهذا يعزز الشعور بالتقرب إلى الله.

تزكية النفس: يزكّي الصوم النفس وينقيها من العيوب والأخلاق السيئة. يقوم الصوم بإنشاء حاجز بين النفس والهوى، وتصفّد الشياطين التي تُثير الوسواسة. يمنع الصوم الشهوة وبالتالي يتم تزكية النفس.

وسيلة للشكر: يُعتبر الصوم وسيلة لشكر الله على النعمة. يشعر الإنسان بأهمية النعمة عندما يمتنع عنها، ويتسبب ذلك في شكر الله والمحافظة على النعمة وعدم التبذير فيها.

تذكر المحرومين والمساكين: يذكر الصائم من تجربة الجوع والعطش الأشخاص الذين يعانون من الحرمان أو ليس لديهم الطعام والشراب بشكل مستمر. يسارع المسلم في تقديم المساعدة والإحسان للآخرين، مما يعزز مبدأ التكافل الاجتماعي.

فوائد صحية: يوفر الصوم فوائد صحية للبدن، مثل تنقية الجسم من السموم وإراحة الجهاز الهضمي.

تعلم الصبر والتضحية: يعلم الصوم الصائم الصبر على هموم الحياة والتضحية لمرضاة الله. يكون الصائم قادرًا على التحكم في رغباته وتجاوزها بقوة الإرادة والصبر.

يمكن اعتبار الصوم وسيلة لتحقيق هذه المقاصد وغيرها، ويمكن للصائم تحقيقها من خلال الامتثال لأحكام الصوم والاجتناب عن المحرمات ومراقبة النفس وتعزيز الروحانية والتقرب إلى الله. يجب أن يتذكر الصائم أهمية هذه المقاصد وأن الصيام هو واحدة من العبادات التي تحقق هذه الأهداف المهمة في الحياة الدينية والروحية.