رغم أنني أنفي كل علاقة لي بالمدعوة كورة بنت أبي رياضة, و لا أتابع أخبارها و لا أتأثر بما يقوله الوشاة عنها ولا أغار من كلام المعجبين بها ولا أذكر أنني ضُبطت ذات يوم أبصبص لمباراة على شاشة التلفزيون إلا مضطرا عندما أكون في مقهى مع بعض الأصدقاء الذين هم أيضا من نفس شاكلتي غير معجبين بهذه المدعوة كرة القدم.
إلا أنني مع هذا وجدتني فرحاً بخبر فوز دولة قطر باستضافتها لمونديال 2022 على أرضها. وسبب فرحتي لا علاقة لها بما قاله الشيخ القرضاوي عن ((هزيمة)) الولايات المتحدة أمام قطر, ولكني كأردني افرح لكل حضور وطني أو عربي على أي مستوى مهما كان نوعه أو درجته , ففرحت للبتراء عندما أعلن فوزها بالترتيب الثاني بعجائب الدنيا السبع وصفقت لهذا وأنا على مسافة 4000 كلم منها, وأذكر أنني وعلى قدر عزيمتي المتواضعة شكلت حملة من أصدقائي الذين اعرفهم للتصويت إضافة طبعا للدخول بأكثر من أيميل على الموقع للتصويت. أنا مع الأردن ومع أي بلد عربي يحقق حضورا عالميا, ادعمه بالدعاء والتصويت إن كان هناك تصويت ليفوز. وعلى سبيل المثال أذكر أيضا أنني صوتُّ لديانا كرزون أيضا لسوبر ستار العرب وصفقت عندما فازت وكنت مشدودا جدا لتشجيع والدتها بالاستديو وهي تلوّح بالشماغ الأحمر, فأنا من جماعة (السلك لحمر لبسه غوانا) ولكني طبعاً لا اقلع العين إن لدّت تلانا.
لا اعتقد أنني الأردني الوحيد الذي ينتابه هذا الشعور فمثلي كُثُر والحمد لله يفزعون لأي عربي ويفرحون لأي نجاح عربي, ولا نحمل الضغينة لأحد حتى لو وجه لنا أكثر من طعنة, فما زلنا نذكر لمن ذهب صوت قطر عندما ترشح مندوب الأردن لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة؛ لا يهمنا إن كان مندوبنا سيفوز بالمنصب أم لا, ما يهمنا هو أن نرى عزوة عربية إلى جوارنا عندما نحتاج الفزعة, ولم ننسَ مقالب الجزيرة التي ما انتهت ولن تنتهي على بلدنا, ولكننا نتناسى ولا ننسى الإساءة ونسمو فوق الجراح ونضع كتفنا إلى جانب أي كتف عربي بفرحه وترحه على قدر استطاعتنا. نحن من قال بلاد العرب أوطاني قولا وفعلا, وهي كذلك فعلا
نبارك لقطر هذا (النصر المبين كما يراه سماحة الشيخ القرضاوي) على أمريكا لكن نرجو أن لا تكون قد دفعت مالا كثيراً ثمنا لهذا الفوز, ولا أدري في أي باب من أبواب صرف المال سيضع سماحة الشيخ القرضاوي هذا المال؟ لن أخطُب مذكراً ألإخوة القطريين بأن ربما يكون هناك في العرب من يحتاج إلى مثل هذه المليارات, ففقراء العرب لهم الله والخيرون من قادة وأبناء الخليج الذين تنتشر مشاريعهم الخيرية شرقاً وغرباً بالعالم العربي, هذا أولاً وثانياً فقطر حرة بما تملك من مال ولها أن توجهه حيث تشاء وكما يقول الإخوة في مصر كما يذكر الشيخ القرضاوي (اللي معه مال ومحيّره بجيب حمام ويطيرّه), ولكن هو الخوف على الشقيق القطري أن يذهب ماله أدراج الرياح أو أن يضطر لدفع أضعاف ما دفع للإبقاء على هذا النصر, فالنصر ليس أين سيكون المونديال ولكن النصر هو للمستفيد الأخير من المونديال وهو الذي ستذهب إلى جيوبه المليارات كلها أخيراً.
لا علاقة لما قلت بما سربت وكليلكس من أخبار حول هذا الموضوع, فما جاء به ليس مفاجأًة لأحد, لكن يبقى ما حققته قطر (نصرا عربيا) إن حافظت عليه دون تنازلات أخرى أو خدمات إضافية لتلك الدولة المهزومة رياضياً.
نقول هنا بالأردن ربنا يجعل التمام على خير, ونرجو أن تكون قطر أول غيث النصر العربي على أمريكا ثقافيا وعلميا وليس رياضياً فقط.
بالتوفيق يا قطر وشدوا حالكوا وخلونا نشوف على المدرجات هيك مناظر المشجعين بأفعالهم التي كنا نعتبرها حراماً, لا أدري هل ما ستبقى حراما أم انها ستُباح بفتوى خاصة.
alkhatatbeh@hotmail.com