facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الصهيوني الذي طِلِعْ باللوح


د. عزت جرادات
26-03-2023 10:34 AM

هبَّ الهوا يا ياسين باعذاب الدرّاسين (عرار) ردّا على مطالبات المرابين.

والدرّاسون هم أولئك العمال الذين كانوا يركبون على لوح الدرّاس؛وهو لوح خشبي قوي مستطيل مرصّع بالحجارة السّود الخشنة التي تُفْرك السنابل أو نبات العدس لتخرج منها الحبوب. يقوم (الدرّاس) بتدريب (الِكْديش) –شبه الحصان-على الدوران حول كومة القمح أو العدس في البيْدر ليدرس السنابل ويحفظ (الكديش) درْسه، فيظل في الدوران، وأحيانا يُصاب بحالة هيجان حيواني، فيخرج عن المسار، ويدمّر هو واللوح كل ما يجده أمامه أو يمُرّ به، فيقال: (طِلِعْ باللوح –أي خرج باللوح).

هذا هو ما حصل مع الصهيوني- سموترتيش- الوزير في حكومة نتنياهو فقد خرج بخريطة وعد بلفور على المنصّة، ليبثّ أقوالاَ رعناء عن فلسطين، والشعب العربي الفلسطيني المتجذّر في فلسطين، نشأة وتاريخاً وحضارة، أعداؤنا منذ أن كانوا صبارفةٌ ونحن منذ هبطنا الأرض زرّاعُ.

لم يدرك ذلك الدّعِيْ ما أعلنه (مؤتمر الحاخامات اليهودية في بنسلفانيا، بعد إعلان أسرائيل دولة، (ليس هناك أساس ديني يدعم الإدعاء الصهيوني بأن دولة يهودية معاصرة في فلسطين هي مبرَّرة).

ولم يطلع على ما ذكره (ألِفْرِد لينتال) مؤلف – ثمن اسرائيل- والأخطبوط الصهيوني: (إنّ العرب الكنعانيين هم أول من جاء إلى فلسطين منذ (3000) عام قبل الميلاد، وقبل أن تلحق بهم القبائل اخرى.

ولم يتعلم من المؤرخ في جامعة ييل- ميلر بورز: (أن صلة الأمة العربية بفلسطين: صلة حقيقية ومباشرة وحيّة ومستمرة، وهي أقوى من صلة أبناء إسرائيل بأرض كنعان).

إن التصريحات الكريهة التي تفوّه بها ذلك الصهيوني الدَّعي، لم تتجاهل تلك الحقائق التاريخية، بل هي تمثّل الإهانة لما يسمى بالمجتمع الدولي متمثَّلا بمنظمة الأمم المتحدة التي اعترفت بحق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولة في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967م.

كما يمثّل إهانة للمؤسسات الثقافية والفكرية والتراثية الدولية، فهذه اليونسكو، ممثلة الثقافة العالمية الإنسانية تقرر أن لا علاقة لليهود، تاريخاً وتراثاً، بالقدس بشكل خاض، وهذا ينطبق على ما يُعرف بإسرائيل وهذه منظمات التراث الإنساني تؤكد ذلك القرار، ومثلها المنظمة الدولية لحقوق الإنسان... وغيرها.

أمام هذا الزيف الصهيوني الذي خرج به ذلك الصهيوني، فليْس من الأهمية بمكان المطالبة برفض ما صّرح به، إسرائيلياً أم أمريكياً، وليس من الأهمية أن تُعلن السلطة الإسرائيلية المحتلة أنه لا يمثل رأيها. فهو عضو في الحكومة الاسرائيلية المتطرّفة. وهو يعبرّ علناً عمّا هو في الفكر الصهيوني غير المُعْلّن. فما (يعمله الحرّاث يطيب للمْعلّم – أي صاحب العمل).

والأخطر من ذلك هذا الموقف الإسرائيلي في الصَّمت عن تلك التصريحات، فكيف لهم أن يستنكروا مَن نطق باسم وعد بلفور بلغة جديدة؛ أو من عبرّ عما يحمله قانون يهودية/ أو قومية الدولة؛ أو من يُعرب عن الإدعاءات أو الزيف الصهيوني الذي نعبرّ عنه العقيدة الصهونية؟!.

وليتذكر كل صهيوني، متطرّف أو حاقد، ما بعث به مرِسال (هرتزل) إلى فلسطين، (العروس جميلة ولكن العريس موجود) فأصيب (هرتزل) بالذهول.

إن تصريحات (سموترتيش) تعبرّ عن النوايا العدوانية التي تضمرها الحكومة الإسرائيلية المتطرّفة؛ ولا يختلف أحد على أنها تخطط بأساليبها التي تختار الظروف والأحداث العالمية للتنفيذ فالقضية أبعد من مجرّد (زوبعة في فنجان) فهل من مذّكر!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :