كيف كان الصحابة يستقبلون رمضان
12-06-2023 12:19 PM
عمون - استقبال الصحابة لشهر رمضان كان مثاليًا وملهمًا، وقد جاءت الروايات الكثيرة التي تصف حالتهم خلال شهر الصيام وتفانيهم في العبادة. وفيما يلي نستعرض بعضًا من هذه المشاهد:
تبشير النبي بدخول رمضان: كان النبي -صلى الله عليه وسلم - يُبشر الصحابة بقدوم شهر رمضان، وكان يقول لهم: "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغلب فيه مرادة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" (رواه أبي هريرة).
تحري الهلال: كان الصحابة يترقبون هلال شهر رمضان ويخرجون في الليل للبحث عنه، إذ كانوا يشتاقون لرؤية هلال شهر الصيام ويحرصون على استقباله بفرح وشوق.
قضاء الصيام: قبل قدوم شهر رمضان، كان الصحابة يسعون لقضاء الصيام المتبقي من رمضان السابق، فكانوا يستعدون للشهر القادم بتقديم الأعمال المتراكمة والاستعداد للعبادة.
الدعاء: كان الصحابة يلتمسون الدعاء من الله لمدة ستة أشهر ليبلغهم الله شهر رمضان، ثم يدعون لمدة ستة أشهر أخرى ليتقبل الله صيامهم وطاعاتهم. وكانوا يتوجهون بأدعية مختلفة مثل دعاء عمر بن الخطاب ودعاء أسيد بن أبي طالب ودعاء الحسين بن علي.
الاكثار من الصيام في شعبان: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في شهر شعبان استعدادًا لشهر رمضان، وكان الصحابة يتبعون هذا السنة ويصومون في شعبان للتأهب والاستعداد لشهر الصيام.
التوبة النصوح: كان الصحابة يحاسبون أنفسهم ويتوبون إلى الله ويثبتون على التوبة، ويعملون الأعمال الصالحة لتكون سببًا لنجاتهم من العذاب ولملاقاة الله بأعمال حسنة.
الاكثار من قراءة القرآن: كان الصحابة يكثرون من تلاوة القرآن في شهر شعبان ويستعدون لقراءة القرآن في رمضان، وكانوا يتنافسون في تلاوة القرآن الكريم.
الاكثار من النوافل: كان الصحابة يؤدون النوافل ويصومون التطوع استعدادًا لشهر رمضان، وكانوا يعلمون أن النوافل والسنن هي تمهيد لأداء الفرائض بالطريقة التي تُرضي الله.
الإيثار: كان بعض الصحابة يفضلون إفطار غيرهم في رمضان ويشاركونهم الطعام، وكانوا يُظهرون التضامن والإيثار في هذا الشهر الكريم.
قيام الليل: بعض الصحابة كانوا يُقامون الليل ويقرؤون القرآن كاملاً في ليلة واحدة استعدادًا لشهر رمضان.
للمسلم أن يدرك أهمية الاستعداد لشهر رمضان من خلال التحضير والتنظيم في شهري رجب وشعبان. يجب على المسلم أن يدرك أن العبادات والطاعات في شهر رمضان تحقق القرب من الله. يجب أن يستشعر أهمية العمل الصالح والجود والكرم، حيث أن السخاء والجود من أسباب تحقيق الحياة الطيبة والمسلم يجازى بالخير والحسن عندما يتصف بالجود. ينبغي للمسلم أن يتميز بالتواضع والجود وأن يعمل بإتقان. ينبغي للمسلم أن يتجه إلى الله وحده في شهر رمضان وأن يكون له خلوة مع الله ويبذل جهودًا في ذلك. إطعام الطعام وسلامة الصدر أيضًا من أهمية استعداد المسلم لشهر رمضان. يجب على المسلم أن يحمد الله على نعمة الاستعداد لشهر رمضان وأن يخطط وينظم وقته لأداء العبادات والقربات. ينبغي له أن يظهر عزمه على استغلال شهر رمضان وأن يستعد نفسيًا وروحيًا. يجب أن يغتنم شهر رمضان وينال الأجور والفضائل التي وعدها الله بها، ويستفيد من المواسم التي فضلها الله بالعبادات والطاعات التي تقربه منه.
إن استقبال الصحابة لشهر رمضان كان يتميز بالتواضع والتقرب إلى الله والاستعداد الروحي الكامل لهذا الشهر المبارك. إن تلك الأفعال والعبادات التي قاموا بها تعد قدوة رائعة لنا في كيفية استقبال شهر رمضان والاستعداد الجيد له.