عمون - حكم صلاة التراويح للرجال في المسجد هو أنها سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة: الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة. يستدلون على ذلك برواية أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ليلةً ما، وصلّى بصلاته معه ناسٌ، ثم صلى في الليالي التالية وازداد الناس، وعندما حضروا في الليلة الثالثة أو الرابعة لم يخرج النبي إليهم، وعندما سئل عن ذلك صباحًا قال: "قد رأيت ما صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم"، وذلك في شهر رمضان.

أما حكم صلاة التراويح للرجال في البيت، فإن أداء صلاة التراويح في المسجد هو أفضل، لأنها تتم بالجماعة وتحضرها الناس في المسجد، ومن المعروف أن الصلاة الجماعية أفضل من الصلاة الفردية. ولكن إذا كان الناس يصلون التراويح بشكل منفرد في المسجد، فإن صلاة التراويح في البيت تكون أفضل من صلاة التراويح في المسجد.

بالنسبة للنساء، فالأصل أن صلاة المرأة تكون في بيتها، ولكن يجوز لها أن تصلي في المسجد إذا كانت تخشى أن تتهاون في الصلاة أو تضيعها، أو إذا كانت تشعر بأن الصلاة في المسجد تزيد من خشوعها وطمأنينتها. وقد روى عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن"، وقال النووي: "جماعة النساء في البيوت أفضل من حضورهن المسجد".

وفي حالة أن الذهاب إلى المسجد يسبب إلحاق ضرر بالآخرين أو يؤدي إلى التقصير في حق أحد يقع ضمن مسؤولية المرأة، يجب عليها البقاء في بيتها وأداء صلاتها فيه.

صلاة التراويح تعتبر من أعظم العبادات التي يقرب بها العبد إلى الله، وقد حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم. فقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم قيام الليل والسجود فيه بقوله: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ". وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".