يتزامن رمضان هذا العام مع زمن الصوم الاربعيني المقدس في المسيحية، وهي عناية الله تعالى بخلقه،أن علمهم سبل الطاعة وزمن الغفران،كل بحسب فرائض عبادته.
كما نحتفل نحن أتباع المسيح اليوم بعيد البشارة ، عندما ارسل الله الملاك جبرائيل إلى عذراء الناصرة مريم البتول الطاهرة مبشرا اياها بالحبل المعجز الوصف والبيان ،متمما نبوءات العهد القديم ،وخاصة النبي اشعيا الذي قال:
"وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».
(إشعيا 7: 14).
اسرد هنا أجمل ما قيل في الصيام:
"الهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجناحك، ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك، يرحبون الجواز الى ساحة رحمتك ونعمتك.
الهي ان كنت لا تكرم في هذا الشهر الشريف الا من أخلص لك في صيامه.
فمن للمذنب المقر اذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه".
"إلهي، ان كنت لا تقبل الا العاملين، فمن للمقصرين؟ الهي ربح الصائمون، ونحن عبيدك المذنبون، فارحمنا برحمتك، وجد علينا بفضلك ومنتك واغفر لنا أجمعين برحمتك، يا ارحم الراحمين".
ما هدف الصوم؟ النسك والإمساك والتقشف انها النعمة و القوة الالهية في قلب الانسان.
قال الامام الغزالي: "الصوم ثلاث درجات: صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص".
اما صوم العموم فهو التقيد بالواجبات المعروفة وهي تلخص بالكف عن شهوة الطعام والاندفاع الجنسي.
اما صوم الخصوص فهو الكف عن جميع الآثام كغض البصر عما يذم وحفظ اللسان وكف السمع عن الإصغاء الى كل مكروه "لأن كل ما حرم قوله حرم الاصغاء اليه".
ومن جميل قول الغزالي: "ان لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه فما من وعاء أبغض الى الله عز وجل من بطن مليء من حلال".
والموصى به ان يأكل الصائم أكلته التي كان يأكلها كل ليلة لو لم يصم.
اما خصوص الخصوص فصومها "صوم القلب عن الهمم... والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله... ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر عما سوى الله عز وجل واليوم الآخر بالفكر في الدنيا الا دنيا تراد للدين".
كل عام وجلالة الملك بالف خير كل عام وشعب الأردن بخير وسلام
رمضان كريم