نبيل غيشان يكتب عن " صناع الفتن "
12-12-2010 12:36 PM
ليس غريبا ان يقع تدافع او اعتداء من قبل قوات الدرك على مشجعي ناد, فهذه مشاهد يعرفها الناس في كل جهات الارض الاربع, وهي مشاهد مرفوضة بكل المقاييس وغير مبررة في اي مكان او زمان, ولا بد من التعامل مع لجنة التحقيق بكل شفافية ووضوح لتحديد الملابسات وايقاع العقوبة على المتسبب.
لذا سأتحدث عما جاء بعد الحادث المؤسف من صور وتصريحات نشرتها وسائل الاعلام بكافة اطيافها, وقد استوقفتني صور بعض رجال الدرك على المدرج يلاحقون بعض الافراد ويضربونهم وفي المقابل زملاؤهم في ارض الملعب يقعون مع الجماهير عن الشبك المنهار واخرون يقدمون الاسعافات للمصابين في ارض الملعب, اعتقد انها صور تؤكد بان الحادث ليس مدبرا.
والصورة الثانية هي تلك التي نشرها الموقع الالكتروني لنادي الوحدات على صفحته الرئيسية امس التي يظهر فيها احد المشجعين يحمل طفلا بين يديه وهي صورة عادية لكنها مرفقة بتساؤل سيىء " اهي غزة جديدة" وهذه العبارة تشكل جريمة ترتكبها إدارة النادي بحق الاردن ولحسن الحظ فان الادارة تداركت خطورة التعليق او نبهها احد اليه فقامت بسحب التعليق عن الصورة.
ان مثل هذا التعليق الذي يساوي بين العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وبين ما جرى من احداث مؤسفة في ستاد القويسمة يدلل على وجود عناصر مندسة لا تريد الا الشر لهذا البلد ومواطنيه, ويدلل على ان بعض العناصر تريد استغلال اي خطأ يقع من اجل مآرب شخصية واحقاد دفينة.
وهذا يجرنا للحديث ايضا عن الكلام غير المقبول الذي جاء على لسان رئيس نادي الوحدات طارق خوري تعليقا على الحادث الذي قال فيه لوسائل الاعلام بان ما جرى "مجزرة جماعية" مهددا بان " دم الناس لن يذهب هدرا".
ان مثل هذا الكلام, للاسف يغير شكل القضية ويخرجها عن سياقها الحقوقي والقانوني, ويضعها في اطار سياسي هو غير موجود اصلا, لانه يطلق اوصافا غير حقيقية على حدث عادي يقع في كل الدنيا, وفي الوقت نفسه يخالف التعاريف القانونية لمصطلح "مجزرة جماعية " التي عادة ما نطلقها على الجرائم التي ترتكبها قوات العدوان الاسرائيلي.
ولا يقل عن ذلك خطورة النصف الثاني من كلام السيد خوري بقوله "دم الناس لن يذهب هدرا" وكأنه يهدد بأخذ القانون بيده, او اللجوء الى محكمة دولية لجرائم الحرب, هذا كلام مرفوض لا يجوز ان يخرج عن رئيس مؤسسة مجتمع مدني, لان لا احد وصي على الناس والدولة تقتص من المخطىء.
هذا الكلام خطير يستهدف اضعاف المناعة الوطنية والترويج لخدمة الاجندات الخارجية والانزلاق الى صناعة الفتن والازمات الداخلية.0
nghishano@yahoo.com
العرب اليوم