بالأمس طل علينا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش في باريس، حيث قال إن فكرة الشعب الفلسطيني مصطنعة ولا وجود لشيء اسمه شعب فلسطيني، و لا يوجد تاريخ فلسطيني ، ولا لغة فلسطينية الوزير الذي تحدث من خلف منصة تظهر خريطة لإسرائيل وتضم الضفة الغربية وغزة والأردن، يبدو أنه لم يعلم حقيقة الشعب الفلسطيني بشكل جيد ولم يدرك أن الفلسطينيين نذروا أنفسهم للدفاع عن بقعة أرض، تتجاوز قيمتها مستوى تفكير وإدراك هذا الوزير المتنطح الأرعن.
وإلا فكيف يمكن أن نقنع هذا المتطرف أن شخص فقيرا مثل عبد الرؤوف المحتسب والذي يملك متجرا ومنزلا في البلدة القديمة بمدينة الخليل عرض عليه في منزلة أكثر من 100 مليون دولار وإقامة ذهبية له وأسرته في أي بقعة يتمناها إنسان ورفضها ، ورفض معها كل الإغراءات التي قدمتها حكومة الاحتلال له، وقال عبارته الشهيرة "سأرفض كل أموال الأرض، ولن أخون أرضي أو شعبي" ، تخيل معي أن هذا الصابر الفلسطيني أعتقد أن بيع عقار يملكه هو خيانة حتى وإن دُفع فيه الملايين.
هذه التصرفات الرعناء ليس غريبة أو جديدة على هذه الحكومة اليمينة المتطرفة التي ما زالت تصر على استفزاز الشعوب العربية والإسلامية بتصريحات هدفها الرئيسي إرضاء الناخبين المتطرفين الذين دعموها في الانتخابات، فالعالم اليوم لم يعد كما كان، والحدود أصبحت واضحة ومرسومه في اتفاقيات موقعه يدعهم العالم اجمع. كما أن الغريب أيضا كيف تحاول هذه العصابة تصوير الموقف العربي بأنه موقف مهتز يركض خلف تصريحات بلهاء لوزير أبله، فالذي يملك شعبا كالشعب الفلسطيني لن يهزه هذا التصريح والذي يملك قائدا كالملك عبد الله الذي وقف بكل قوة وصلابة أمام العالم أجمع ضد تمرير صفقة القرآن وحافظ على الوصاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية رغم أنف الاحتلال لن تهزه حكومة متطرفة أغلب أعضائها متهمين بالفساد.
ولتعلم حكومة نتياهو أن الحق والعدالة والتاريخ والقوة والصلابة في جانبنا، وعندما نسمع مثل هذه التصريحات الدنكشوتية، فإننا نبتسم على مقدار الجهل الذي مازلتم تعيشونه به ، احلموا كما شئتم وارسموا خرائط كما تريدون فمنزل بسيط في الخليل دفعتم بة مئات الملايين، لم تستطيعوا ان تحصلوا عليه ففلسطين ليست للبيع.