سبل تعزيز الاقتصاد المحلي
خولة كامل الكردي
23-03-2023 10:19 PM
لا شك أن الاقتصاد العالمي عانى يعاني من أزمات عدة، من أبرزها ظهور وباء كورونا والأزمة المشتعلة التي تحدث بين الفينة والأخرى بين الولايات المتحدة وروسيا والصين ، إضافة إلى الأزمات الإقليمية والدولية والتي تؤثر بشكل أو بآخر على الاقتصاد العالمي وعلى اقتصاديات دول العالم ، واحتكار الثروات وارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية والمعوقات التي تواجه منظمة الأوبك فيما يخص المحافظة على إنتاج النفط واستقرار أسعاره . وعليه فإن تذبذب الاقتصاد العالمي من الخطورة بمكان يؤثر بصورة سلبية وحادة على المستوى المعيشي للأفراد وبخاصة الدول النامية ، وتتصاعد الأزمة الاقتصادية وتأثر على أقوى الاقتصاديات العالمية متمثلة بالاتحاد الأوروبي حيث تقف معوقات كثيرة أمامه تحول دون الاستفادة من المميزات التي تجنيها الدول المنضوية تحت مظلته، عدا الخلافات التي حدثت بسبب خروج بريطانيا منه.
وفي الأردن فإن الاقتصاد الوطني يراوح مكانه فهو يحتاج إلى دعامة ورافعة تسنده وتقويه وتشد أركانه ، فسبل تدعيم الاقتصاد الوطني يتأتى من عدة مجالات: كالسياحة والصحة والتعليم والثقافة وغيرها العديد من المجالات ، ومن الطبيعي أن تتصدر السياحة قائمة المجالات التي تعزز الاقتصاد المحلي سواء السياحة التاريخية كالآثار والمعالم والمواقع الأثرية والسياحة العلاجية لغايات الاستشفاء وزيارة الأماكن التي يكثر فيها المياه المعدنية والطبيعية كالعيون والينابيع ، وهي من أهم مصادر تقوية وتنشيط الاقتصاد الوطني. وقد بذلت الأردن متمثلة بالحكومات المتعاقبة إلى الآن ووزارة السياحة والآثار جهوداً كبيرة لإبراز القيمة التاريخية والحضارية والجمالية للأماكن والمواقع الموجودة في الأردن ، لجذب أكبر عدد من السياح وإظهار صورة طيبة عن السياحة في الأردن ، ولا تختلف السياحة العلاجية عن مثيلتها السياحة الأثرية والتاريخية ، فالتركيز على دور السياحة في إنعاش الاقتصاد الوطني في غاية الأهمية ، وبذل المزيد من العمل والجهد وإقامة الفعاليات والأنشطة للتعرف على الدور السياحي لدعم الاقتصاد الأردني لا بد من التركيز عليه.
إن على عاتق الحكومة ومؤسساتها إيلاء الاقتصاد الاهتمام الأكبر في أعمالها وإنجازاتها ، وذلك لتحقيق أهداف التنمية ويصب في نفس السياق المجال التعليمي والقيام بالارتقاء به وتحديثه وإصلاح المنظومة التعليمية وتطوير مؤسسات التعليم العالي ، بما يخدم الاقتصاد عبر استقطاب طلاب من الدول الأخرى بخاصة العربية والإسلامية للدراسة في الجامعات والمعاهد والكليات الأردنية. وتطوير العمل الصحي والعلاجي ورفده بالكوادر الطبية الأردنية المؤهلة ذات الخبرة والكفاءة يساعد في جذب المزيد من السياح طلباً للعلاج والاستشفاء والتوسع في المجال الصحي بزيادة الإستثمار في المجال الطبي من بناء المستشفيات والمراكز الصحية من شأنه تدعيم الاقتصاد الوطني. لذا من الضروري الاهتمام بكل مجال من تلك المجالات التي تعمل على تعزيز الاقتصاد وتنميته.