المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي بوتين.
واشنطن تدعم المحكمة وتروج لقراراتها الجنائية الأممية مع خصومها واعدائها، ولكنها لم تنضم اليها.
وفي عهد اكثر من رئيس أمريكي وقعت برتوكولات لانضمام واشنطن الى الجنائية الدولية ويرفض الكونغرس التصديق على الانضمام وسحب توقيع امريكا عنها.
التناقض والانفصام في الموقف الأمريكي من المحكمة مضحك. فأمريكا داعم ومساند للمحكمة من دون ان تنضم اليها.
و في المنظور الامريكي الليبرالي ترى ان الانسانية بحاجة الى المحكمة، وشريطة ان تستثني جرائم امريكا وحلفائها واصدقائها.
فامريكا مصابة في عقدة الفوقية الحضارية، فلا يمكن ان تخضع جرائم حربها لمحاكمة بقانون جنائي دولي.
وليست المحكمة الجنائية الدولية وحدها، امريكا اكثر من اتفاقية دولية تلزم دولا في توقيعها دون ان تشترك بها.
بمعنى قانوني وسياسي امريكا محمية من السؤال ومحصنة من اي ملاحقة جنائية لما ترتكب من جرائم حرب.
فليست جرائم امريكا في حربي العراق وافغانستان تفوق ما ارتكب في حرب اوكرانيا من طرفي الصراع ؟!
ما رُمي على العراق في ليلة واحدة يفوق المخزون العسكري النافذ في حرب اوكرانيا.
مليار رصاصة وقذيفة وقنبلة وصاروخ رماها الجيش الامريكي على العراق.
وحرب العراق من الالف الى الياء جريمة نكراء بحق الانسانية، حرب بلا طائل.
مليون قتيل عراقي، و5 ملايين لاجئ ومشرد، وخسائر تفوق قدرة الحواسيب الذكية على احصائها.
وما حدث في العراق كان جريمة للتاريخ والطبيعة والانسان.
«سجن ابو غريب» في العراق، فضيحة كشفها جندي امريكي، وقال : اني لم اطق نفسي.
الميديا الامريكية وبعد التورط في وحل حرب العراق حاولوا الايحاء في تسمية الحرب، والترويج لمسميات عن ارهاب وغيرها.
و استخدمت لعبة التسميات والحرب على الارهاب لكي تواجه وترد على معارضي الحرب ومن شككوا في نوايا كانت ومازالت وراء غزو العراق.
تعذيب واغتصاب جنسي، وقتل، وجرائم اخرى ارتكبتها امريكا في نقل مساجين من العراق وافغانستان الى سجون في دول الملاذات للتحقيق في معلومات استخبارية ارهابية وغيرها.
غوانتنامو سجن دشنته امريكا للتعامل مع المساجين خارج نطاق القانون الدولي والامريكي.
ومن حاولوا ان يفتحوا ملف جرائم حرب امريكا في افغانستان امام الجنائية الدولية فرضت واشنطن عقوبات عليهم.
كوميديا امريكية، كيف توقع جرائم حروب، ولا تقبل الاعتذار ، وكيف اوصلت العالم الى جحيم دوائره لم تكتمل ولم ينج منه احد في خرائط العالم وحول المناخ الدولي الى حمم بركانية ؟!
كم تبقى في جبعة امريكا من فيض دم ؟ امريكا اليوم تمد الحروب بالذخيرة، وصنعت لابيل وعلامة عسكرية جديدة حروب بالوكالة، وتستخدمها في تحقيق استراتيجياتها.
وما علينا ان نفرق في الجريمة بين تاجر السلاح و المأجور القاتل.
(الدستور)