الحمل الكاذب .. والسلام المنشود!!
د. سحر المجالي
11-12-2010 11:07 PM
بالرغم من « المنحة - الإغراءات « السخية التي قدمتها الإدارة الأمريكية لــــ» إسرائيل» ، من أجل تجميد بناء المستعمرات على الأرض الفلسطينية لمدة تسعين يوماً لا غير، والمتمثلة بثلاثة مليارات دولار وتزويد جيش الاحتلال « الإسرائيلي» بعشرين طائرة من « طراز F 35 « المتطورة جداً و التي لا يملكها إلا الجيش الأمريكي وحده، بل حتى حلف» النيتو» لم يستلم أيّاً منها بعد. فقد خرج علينا الناطق الرسمي لكل من البيت الأبيض الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية «يوم 27/11/2010» ، معلنين بأن الولايات المتحدة قد فشلت في مسعاها في إقناع « إسرائيل» بتجميد الاستيطان لمدة تسعين يوماً باعتباره شرطًا لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين!.
وهذا يعني بأن الولايات المتحدة راعية العملية السلمية، منذ تنصّلت بريطانيا من الوفاء بإلتزاماتها الدولية والشرعية والأخلاقية تجاه فلسطين وشعبها المظلوم، وتمثل الدولة الأولى في العالم، و تدير دفة هذا العالم الكوني، وحيث وضع العرب ثقتهم بجهودها،- بالرغم من فشلها على مدى أكثر من ستين عاما، وعدم حياديتها في مسعاها لحل القضية الفلسطينية، وبعدها»بضم الباء» عن الجدية في تطبيق الشرعية الدولية ،- لم تعد ذلك الوسيط النزيه الذي يمكن أن يكون محط ثقة للطرف العربي، و الحكم القوي الذي يستطيع وبما لديه من قوة أن يفرض مبادئ العدل والشرعية الدولية على الطرف المعتدي « إسرائيل».
لقد سعت الولايات المتحدة منذ عقود من إدارتها للصراع العربي- الصهيوني لتحقيق المصالح الإسرائيلية على حساب الحقوق العربية. ولم تكن أمينة على تطبيق الشرعية الدولية، وهي القادرة على ذلك. وهذا يعيدنا الى استذكار مبدأ الشرعية الدولية الذي نُفِذ وطُبِق على العراق في أقل من ستة شهور، في حين مازال هناك العشرات من قرارات الشرعية الدولية وتوصياتها، بدءا من قرار التقسيم 181/ II / 1947الى القرار 194/1949 والقرار 242/1967 وصولاً للقرار 338/1973 ، في أدراج هيئة الأمم المتحدة تنتظر من الولايات المتحدة أن تنفض الغبار عنها وتعيد للشرعية الدولية روحها الغائبة والمغيبة.
إن التصرف الصهيوني مع الإدارة الأمريكية وعدم إحترامها للشرعية الدولية،يعني بكل المقاييس صفعة للعالم وللعرب، لتاريخهم ولعقيدتهم وتراثهم وثقافتهم.
إن عدم وفاء الولايات المتحدة لتعهداتها في المنطقة، سيكون عاملا مساعدا للتطرف والرفض للوجود الصهيوني. وبما أن إسرائيل قد نشأت على مفهوم القوة، وسياستها الإحتلالية غير مكلفة، وما دام الدعم الأمريكي لها غير محدود، فإنها لن تعيد للعرب حقوقهم إلا بالقوة.
شكرا، للحكومة المتطرفة في «إسرائيل» على صراحتها وشفافيتها في التعامل مع العرب. وشكرا ، لكل المدركين لطبيعة وتطور الصراع العربي- الصهيوني، و المؤمنين بأن السلام المنشود ليس بأكثر من حمل كاذب.!!
Almajali74@yahoo.com
(الرأي)