في ملحمة الكرامة تجلى الثأر العربي ببطولة جيشنا الأبي
د.محمد البدور
22-03-2023 11:30 AM
في ذكرى ملحمة الكرامة البطولية لن اتحدث عن بطولاتنا وزئير الاسود من جيشنا وقرع المدافع التي تلظت بلهيبها اجساد عدونا وصليل الخناجر وهي تنحر رقاب جيش تمرمغت انوفه على تراب وطننا ٠
لكني سأتحدث عن الناحية التعبوية والنفسية لرجالات الاردن جيشا وشعباً وقائداً خاضوا غمار معركة ببطولة فاجأت جيش اسرائيل الذي توسل الهدنة واعطاءه فرصة للإنسحاب لمن تبقى حياً من قطعانه على ثرى الاردن انذاك .
ماذا جرى؟، إن حالة الغل والثأر العربي من العدو الاسرائيلي ظلت تشتعل في قلوب الاردنيين والعرب يوماً بعد يوم على اسرائيل وقد احتلت باقي فلسطين قبل المعركة بعام وما ان من الله على هذا الوطن بالفرصة للإنتقام من هذا العدو الغاشم الذي سول له غروره الزحف على هذا الوطن الامين والحصين بمشيئة الله ، حتى هبت عزائم كل الاردنيين تنادي الثأر لامة العرب واليوم ننتصر او نموت لأجل كرامة أمتنا وعروبتنا الله اكبر٠
كانت المعركة معركة حق ومصير وكرامة امة بأسرها وكان الجندي الاردني يضرب بيد العروبة والحق العربي وينادي الثأر للجولان وسيناء وكل فلسطين وامة العرب.
كان الجندي الاردني وأهله الاردنيين في هذه المعركة يقاتلون لاجل صناعة التاريخ العربي لانهم اصحاب بوابة الامن العربي التي تمتد لاكثر من ٥٠٠ كيلو مترا في مواجهة عدو يستهدف كل اوطان عروبتنا، وها نحن اليوم سياج الامة وحصنها المنيع ودرعها الواقي من كل شر وطامع خاسر، كانت عقيدة جيشنا واهلنا إن مر هؤلاء الغزاة من فوق ارضنا راحت بلاد عروبتنا .
هكذا قاتل كل الأردنيين في معركة الكرامة ببطولة عنيدة لا تلين فما كانت تلك العقيدة الا ملهبة لنار التضحية والفداء في قلوب المقاتلين ابطال جيشنا، لقد تميزت هذه المعركة بتهيئة نفسية وروح معنوية تمازجت من بين نار الثائر العربي وما بين الخوف على ارض العرب ان استطاع الاسرائيليين اختراق صفوفنا .
فازدادت البسالة والبطولة وكان شعارها الشهادة أو النصر وما كانت الا ساعات حتى ذاق بها الاسرائيليين شتى ألوان الموت والخوف والذعر من جيش اقسم بالله ألا يمروا مادمنا على قيد الحياة وما كانت النهاية الا الهزيمة للاسرائيليين وقد ولوا الأدبار وصيحاتهم تتعالى وتستغيث بوقف القتال والطلب من جيشنا وبتدخل امريكا لمنحهم الفرصة ليجروا قتلاهم وانقاذ جرحاهم وسحب ما يتبقى لهم من آليات ومختلف انواع السلاح التي اتوا بها ٠
هذا هو جيش العرب جيشنا الاردني، وهذا هو شعب الاردن وهذه قيادته الشريفة العربية لا تؤمن الا بوحدة العروبة وحقوق العرب والتضحية والفداء لاجل امتنا الخالدة وقد تجسدت تلك العقيدة الى كرامة دونها الحياة او الموت لاجل امتنا ٠
في معركة الكرامة كرامات وبطولات وتضحيات لجيشنا وشعبنا وما النصر الا من عند الله وقد تحقق لنا بمشيئة الله وسيبقى الاردن بوابة العرب وحصنهم المنيع ضد اي طامع أو معتد آثيم.
وبذكرى معركة الكرامة الخالدة فرصة لنا لأن نترحم على شهدائنا بواسل جيشنا وامتنا وان نعبر عن فخرنا واعتزازنا بجيشنا العربي جيش الاردن المصطفوي ايده الله بنصره دوما ليبقى نصير امتنا وحامي الحمى وعزة عروبتنا وسنبقى نردد دوماً : يا جيشنا يا عربي يادرعنا للابد ويا جيش كل العرب".