في قانون السير يتمتع المشاة والمارون بحقوق واسعة من حيث المسؤولية، ولأنه محمي، وهو على حق دائما، وان كانت بعض نصوص قانون السير قد وضعت مخالفات وغرامات على المارة فلم يجر يوما تطبيقها.

وفيما يجري في شوارع عمان ومدن اردنية اخرى، فالعلاقة ما بين السائق والمارة لا يسودها اي نوع من التقاسم والتفاهم، وبقدر ما هي علاقة عناد ونفي للاخر، واعتباطية وتحت ضعط الطوارئ، وغيرها.

السائق لا يعترف بحق المشاة والمارة في جميع الاحوال.. ورغم ان هناك ممرات مخصصة وفي شبكة الباص السريع مخصصة للمارة وقاطعي الطريق من مستخدمي الباص، كبسة زر تحول اشارة المرور الى حمراء وتسمح للمارة بان يقطعوا الطريق عبر ممر مخصص بالالوان الحمراء والبيضاء والسوداء، ونادرا ما يتم احترامها، اللهم اذا كان هناك شرطي سير يقف قريبا.

و في المقابل، المارة والمشاة اقل احتراما، ويتهورون، ويظنون انفسهم انهم يتمتعون بحقوق مطلقة، وان الشارع ملكه ، يقطع الشارع متى يشاء ويمشي في قلب الشارع، ويركب سماعات اغاني ويسير على جانب الشارع، ولا يسمع صوت الزوامير.

والارصفة في عمان محتلة، وفي شوارع عمان معارض السيارات والمقاهي والمطاعم والسوبرماركت و»قهاوي الصب» تسيطر بتبجح على الارصفة ويحتلونها، وهي جريمة ضحيتها المشاة ..

واذا ما رجعنا الى احصائيات حوداث السير، فان المشاة يتربعون على رأس قائمة الحوداث وضحاياها.. ومن يقطع الشارع والاشارة خضراء يعتبر مجرما بحق نفسه وبحق الاخرين، ولا ذنب للسائق بان يتحمل مسؤولية مواطن متهور ولا مبالٍ، ولا يحترم قواعد المرور.

و تزيد خطورة حوداث السير داخل المدن بانتشار الدراجات و»موتو سيكل» ، والسواقة بتهور وجنون، وعدم التزام في قواعد وانظمة المرور، وخصوصا ان سائقي الدرجات و»موتو سيكل» من جماعة الديلفري وغيرهم يظنون انهم غير محاسبين ولا ينطبق عليهم قانون السير، ويسرحون ويمرحون في الشوارع كما يشاؤون.

المشاة ليسوا بريئين وواعون لقانون السير. ولانهم يعبرون ويقطعون الشوارع دون مراعاة لاي نظام مروري، يقع السائق ضحية، والسواقة تحت ضغط المفاجآت والصدمات المتوقعة باي لحظة ووقوع لحادث واصطدام .

عدم احترام المشاة للاشارات الضوئية، وعندما يستغل حقه في ممرات السير الخاصة، فانه يمشي بطيئا، وكأنه يمشي على بيض وخائف ان يكسره، وكم من مشاة.

يتوقفون وسط الطريق ويجرون اتصالا او يتبادلون الكلام مع رفيق وصديق، وبينما الاستعمال المتحضر لممرات السير ان يمشي المواطن مهرولا لا متسكعا، لأنه من الممكن أن يُتهم السائق بالقتل العمد دون ترصد.

الشارع مجال عام مشترك بين المواطن والسائق والمشاة. والاصلح ان يتم استغلال الشارع بوعي وتبصر وكثير من التسامح، وتجاوز اخطاء الاخرين، وذلك حفاظا على الارواح، وتعبيرا عن مستوى راق من الحضارة.

(الدستور)