البدارين يكتب: صور ومسلسلات ورموز!
اللواء محمد البدارين
22-03-2023 12:51 AM
بفعل قوانين تكوين الأمم، تكوّنا، ولا يتوجب علينا ان نظل نشرح انفسنا بطريقة شبه اعتذارية في كل حين ، بل علينا ان نفهم لماذا كلما فوجئ هؤلاء وأولئك بشيء من عناصر كينونتنا اللانهائية ، راحوا يلصقون بنا نفس التهم المتكررة منذ القرن السابع وربما قبله ، فعلى هذه الجبهة بالتحديد لا شيء يمكن شرحه بصورة مستعجلة ، وحين تكون المواجهة من المسافة صفر وتحت الاغطية لا داعي للشرح ، فالعقرب مخلوق غبي بفطرته والفأر ليس له ذاكرة ، فأبرة العقرب تنكسر والصخرة تبقى ، وسيظل الفأر قابلا للاصطياد بنفس الطريقة مهما تعاقبت الأزمنة.
اما نحن ، فسنبقى هنا الى ان تفنى القوانين الكونية ، وليس لدينا فائض من الوقت في مثل هذه الظروف والاحوال لكي نشرح لأي احد أي شيء ، فها هو ذبابهم ينتشر ، وجموعهم تقترب ، والمحطات تخضع للضغط وتلغي بث مسلسل أمير الشام ، ويزيد لا يزال بعيدا يستطلع الحصون من قبرص ، وامه العظيمة ترتحل على هواها بين الزرقاء وحايل ، ومهندسوه يباشرون رسم مخططات القصر بين اللد والرملة.
انها مهمتنا ، بالمفهوم الجيوسياسي الابدي ، فهذا البحر ليس لهم وحدهم ، انه لنا ولهم على الأقل ، وطارق ليس عميلا امازيغيا للمخابرات الأموية وفق احدث الخدع الانثروبولوجية ، لفصل نصفنا عن نصفنا.
لا وقت لدينا للنفي ، فقصة الكيان المصطنع باللغتين نفهمها أيضا بلغة الإشارة ، ولا رد عندنا الا ما قاله وصفي التل لهيكل باننا نعرف حدود الكيان الطبيعي الوحيد الذي سيظل على جدول الأهداف ، لا إضافات عندنا سوى ان جنوبنا حاليا هو جنوب الدنيا وعمان هي عمون التي أصبحت تحتوي الانحاء ولا تحتويها ، والمسافات صارت تقصر بين النواحي كل يوم بفعل تقدم الوسائل ، ومؤاب القريبة من جهة القلب الان اقرب.
ونحن نعرف ان الصور والأدوات السيميائية تحولت الى أسلحة فعالة في المواجهات والصراعات ، وعلى الجبهة السيميائية الحساسة تدافع الأشياء عادة عن نفسها بنفسها ، ومهما كانت قوة البرامج التدريبية التي يخضع لها المتخفي ، فأن خطأ سيميائيا واحدا في ميدان العمليات الحقيقية يكفي لفشل العملية برمتها.
ووزيرة الثقافة الأردنية تفهم وتشرح طبيعة تداخل العوامل الثقافية بكل الملفات وتدرك حساسية وخطورة العبء المرئي وغير المرئي على الجبهة الثقافية الأردنية وهي تجوب البلاد وتتفقد الخطوط الدفاعية.
لن نكشف عن خصائص الحركية الأردنية فهي لا تتستر ابدا ، وهذا هو سر التكوين الأردني الذي لا يزال مستعصيا على فهم الملتزمين بالنشرات المترجمة ، فثمة أشياء لا تقرأ ولا تكتب ولا تنطق ، وللأشياء كالاشجار أرواح!.