هو الجيش العربي ، فسبحان من أعلاه، واغلاه، وازهاه في قلوب الأردنيين كافة، وجعله درة المؤسسات، وشامة، وشهامة ، وكرامة ، وعريناً مكيناً ، وخيمة من امان ، وفيه الحماة ، وسلام الله على الجيش في المعسكرات ، وفي الثكنات ، وفي الطائرات، وفي نقاط المراقبة والتفتيش ، وعلى الحدود ، وفوق قمم الجبال ، وعلى امتداد السهول ، سلام على الايدي الطاهرة التي لامست وجه الوطن بحنو وخشوع ، وتسهر في جفن الردى، والناس نيام.
سلام على شهدائه الابرار ، وعلى افراده ، وعلى الاخيار من أبنائه، وعلى من يقبلون ثغر الموت اذا مس عمان طائف من الشر ، ونحن عنه غافلون.
سلام عليهم في الطوابير ، وفي الميادين ، وفي ساحات الوغى ، وفي أحلام الشباب وكحل الصبايا ، وليلة عمانية تغفو في خبايا الروح وتطلع من عبق بطولتهم.
فهم الاخيار والابرار ، وحماة الديار، وهم عنوان الكرامة، والشهامة.
وهم الكبرياء ، واهل الوفاء ، واوسمة من إباء على كتف الأردن الأعلى، ومن عيونه يشعون نظرة حالمة تعطر المدى بزهرة من امل ومن رجاء.
فيهم عبق السنين ، وأول الحنين ، وذكرى الخنادق والبيارق ، واشتعال النيران في اثر الحرائق ، والموت الذي استل من بين الاحياء الشهداء فانحنى واعادهم من فوره احياء عند ربهم يرزقون ، ووفى الشهيد بوعد ربه وعاد للأحباب حياً تزفه زغاريد الصبايا الى الفرح الاخير ، وما تشيعه سوى دمعة طفلة تشكو حلو الوداع ، والشوق البعيد.
واشرق الحلم الاردني من حدقات عيونهم السود ، ومن زنودهم ، واستنارت عمان ، والمحافظات في الجنوب، وفي الشمال تحت انوار قلوبهم.
فحمى الله الجيش املاً ، وحلماً يكبر في القلوب الكبيرة ، ولا يغفو ، وابتسامة عذبة على فم صغير ، وقطرات ندى تعانق غصناً اخضر ، ولقاء عاشقين ادماهما الغياب.
صولة من حق ، وجولة ، وبطولة ، ورجالاً يخوفون الخوف ، وهامات لا تنثني الا لله ، وبندقية تظل في يد الابطال شاهداً على البطولة.
فهو الجيش العربي الذي وفى بعهده ، واعطى من قلبه ، وحفظ طهر الثرى ، وما انثنى ، وقذف في قلوب الذين كفروا الرعب ، والمهانة.
وهو عماد الديار ، وموئل الاحرار والابرار ، والخيرة ، والاخيار ، وما وهن يوماً في وجه المحن ، واستعلى على الموت والردى.
وما طأطأت هامة اردنية تحمل الشعار ، فسقى الارض اللون الاحمر ، وهمس في قلوب الأردنيين اغنية للحب ، والحياة.
فاذا جاؤوا يعانقون الموت وحدهم ، وجاء الفتح، ويد الله معهم ، فسبحان الله يوم القى في قلوب اعدائهم الرعب ، وفي قلوب الاردنيين حبهم ، واوفوا لهم من خالص ودهم ، وجعلهم السادات ، ومنتصبي القامات، والهامات ، وشد عزيمتهم ببعضهم ، وسدد رميهم ، وجعلهم خير الاردنيين، واول المضحين ، فسلام الله عليهم اليوم وفي كل حين.