لم تخن الصراحةُ الصهيوني المارق سموتريتش عندما قال ما قال بحق فلسطين والأردن. هو حتى كان كَيِّسَاً في التعبير عن الهدف الصهيوني فهو لم يذكر الفرات والنيل وعبَّرَ فقط عن الحالة الآنية التي يود أن يراها، وهي إذابة الأردن.
أما ما قيلَ من أن حكومته الصهيونية الإجرامية تتنصلُ من تصريحه فالأجدى بسياسيينا أن يردوا التنصل بالنصل. لا أن يطلبوا التزاماً مجددا.
غريبٌ أن نعتبر سموتريتش غراباً ينعقُ بعيداً عن السرب وأن نطالبَ بنفي موقفه. موقفهُ هو موقف حكومته وموقف الحاخامات وقادة الجيش والإعلام وكثير المؤسسات الصهيونية.
إن كان من دليل غير بعيد فإن اقتحامات الأقصى اليومية تكفي لإقناع الجمعْ أن تحدَّي الوصاية الهاشمية عمودٌ فقري للحكومة الصهيونية وأن التحدَّي بأقدس الأماكن يجعل من كلام المارق آنف الذكر غير بعيدٍ عن المخطط أو التصور الصهيوني.
دونهم خرْطُ القتاد، كما المثلُ يقول، لكننا لم نكن نحلم قبل مائة عام أن فلسطين ستصبح "إسرائيل" وحَرِّيٌ بالأردن أن يتوقع الأسوأ لأن الفكر الصهيوني هذا لم يتكلَّمْ بهِ أحدٌ بمثلِ هذه الصراحة من قبل وأن يأتي بسياقِ مؤتمرٍ بدولةٍ أوروپية وينطلقُ علناً هو فعلاً كما قال سمو الأمير الحسن خرقٌ للنواميس. إنهم اليوم يزرعون ليحصدوا ولا أظن أننا لا ندرك هذا.
مناسبٌ أن "الكرامة" تأتي الآن لتذكرنا بصهيونيةِ الغدر. لا عهود لهم ولا وعود. وضوح سموتريتش وسطوع موقفه يغطي على مكر رئيسهِ لكنهما وجهان لنفس العملة.