* الشهداء يسألون: هل سنبقى مناسبة سنوية دورية؟
خمسة وخمسون عاما الى يومنا هذا تمضي ، وقدمنا اردنيا لهذا الانتصار بتوثيقه العديد من الافلام الوثائقية والمجلدات والكتب، وبتوجيه من المغفور له الملك الحسين كان هناك صرح شهداء الكرامة في قلب المحور الرئيسي للمعركة في الشونة الجنوبية ، وهناك زاوية وبانوراما مصغرة للمعركة في صرح الشهيد ويوجد زاوية مميزة لهذه المعركة في متحف الدبابات الاردني تضم نماذج حقيقية من اسلحة مختلفة التي استخدمها ابطالنا عدا عن نماذج من غنائم الجيش الاردني .
ويبقى السؤال : هل يمكن تقديم المزيد ؟
هل لدينا اعتبار من كلمة للنغفور له الملك الحسين ففي حديث له بلقاء في قصر بسمان حين قال " معركة الكرامة سرقوها منا "
هل يكون احتفالنا سنويا باستذكار المعركة ووضع اكليل على صرح الشهداء وكفى ،؟
هل نستطيع فعل اي شيء بين الذكرى وما يليها ؟
بمعنى آخر ان انتصارنا في الكرامة يكاد يكون هو الوحيد عربيا ، واهم ما يميزه انه انتصار كامل من اول طلقة الى اخر طلقة ، وليس انتصارا انتهى بنهايات ناقصة .
ولهذا من حق شهدائنا علينا ان يسألونا ويقولوا : ما تتذكرونا الا يوم المعركة ؟ نحن الشهداء قدمنا ارواحنا من اجل الوطن والتاريخ والمستقبل ، وصنعنا نصرا نادرا ، فما انتم صانعون ؟
وهنا لا بد ان نقول بجرأة اننا في حالة نعتبر المعركة حدثا رسميا له مناسبته التي نحتفل بها وكفى ، ولكن هل يمكن تحويل الانتصار الى مشروع ثقافي مستمر ليس للكرامة فحسب بل ايضا لتضحياتنا في القدس وباب الواد والكثير من النقاط الساطعة في التاريخ العسكري الاردني ؟
هل لدينا عملا كاملا سينمائيا عن معركة الكرامة ؟
هل لدينا متحفا عسكريا تاريخيا كاملا عن الكرامة والقدس ؟
ربما اقول ان لدينا ولكن جميعها لوحات تنتظر تعبئة الفراغات ، وان نتعامل مع التاريخ ليس بنظرية التيمم ، بل ان يكون لدينا تلك الرؤية الوطنية الكاملة ،وان لا نبقى نكتفي بالقدر الادنى ؟
معركة الكرامة التي هي تستحق ان تكون مشروعا وطنيا ، يتجاوز صرحا او تمثالا فقط بل الى ان يكون متحفا متكاملا هو مشروع ثقافي باسم " جامعة او مدرسة الكرامة " وهذا تشبيها من حيث الموضوع والرسالة ،بل ان يكون هناك المكان الواحد الذي يضم مكتبة التاريخ العسكري الاردني الاردني وبانوراما سينمائية ومركز الندوات والمحاضرات وحتى يكون هناك مكان الاحتفال الرئيسي السنوي برعاية جلالة الملك المعظم ، وحتى يمكن ان يكون المتحف وجهة لاي زائر رسمي للمملكة ليطلع على تاريخني العسكري ومواقفنا التي تصل الى ابعادها السياسية وغيرها .
ولا نريد فتح ملفات اخرى تاه فيها تاريخنا .
ما انفقناه على احتفالات الكرامة في مكان الصرح الحالي وتعدد الابداعات والاجتهادات على مدى حوالي خمسة واربعين عاما "من تاريخ انشاء صرح الكرامة" يكفي ويزيد لانتاج المشروع الثقافي الوطني الكرامة .
الكرامة هي انتصار جيشنا العربي المبين الواضح ومهما انفقنا على مشروعها هو استثمار في الثقافة الوطنية وتكريس مفاهيم الاعتزاز بالوطن شهدواؤنا انتم اكرمنا جميعا وان شاء الله ابناؤكم واحفادكم الأخلص عملا والاصدق قولا سيكونوا دوما عند حسن ظن الوطن والقيادة والتاريخ ....
الرد على تعليق