كمُحاضِرٍ غَيْرَ مُتَفَرِّغ
د.يوسف صفوري
21-03-2023 01:15 PM
استشاطَت غَضَباً تلك الشَّمطاء
هل كانَت عجوزاً لنَعتِها بذلك الاسم؟
أم أنَّ تجاعيدَ الحياة فعلت فعلتها على وجهٍ كان مشرقا.. وقليلاً من جلساتٍ كهربائيةٍ جعلت ذلك الشعر الجميل أشعثَ أغبَر تخالها راكبةً على مكنسةٍ كالساحرة...
بِلا رَونق... تخالها زِئبق... ثميناً لكنه لزِجاً غارقاً به ذلك المُحاضِر...
كانت البداية بعقدٍ جزئي...
متوهما أن مسيرة إعطاء الدروس جميلة...
ساذجاً بدايةً...
ساذجاً مُكرّراً...
ساذجاً نهايةً...
مُتيَبِّساً شديداً لا هوادَة معه أمامها قُبَيل أن تكون شمطاء...
فغرور شبابها جعلها كزوجات الفراعنة...
فغَزَتهُ و لم يغزُوَها...
مُتيبِّساً بعقليةٍ أفضل فهُوَ يتعلم تحسين معاملتها في منتصف جبروتها بمنتصف العمر.. و لكن هلا كانَ متأخراً؟
مُتيبِّساً بحكم عمره الذي شاخ فهو في النهايات وتلك الشمطاء الفرعونية أصبحت المتمكنة...
كم مِن مَرَّةٍ كان عليه أن يتقبل وضعه بالعقد الجزئي مُروراً بكل الفترات...
كم مِن مَرَّةٍ سيتقبل المد و الجزر دون فائدة تُذكر...
كم من مرة كان بلا استقرار...
كم من مرة قَبِل الهَوان على نفسه و قيمته أمام نفسه و أمامها بلا العهد منه البقاء رَجُلاً في كل الظروف طيلة العمر...
كم مِن مَرَّة وكم مِن مرَّةٍ؟
لم تكن تلك الشمطاء تلك المتفرعنة...
لم تكن إلا أنثى تحتاج الأمان...
بحضنٍ في أوج الليل يحتويها من غيرِه لا تَنام...
لم تكن إلا بقليل من الاندفاع في شبابها...
قبيل اكتشافها للأكذوبة يوماً بعد الآخر فزادت تفرعناً...
هكذا هي الأنثى لطيفة ما لم تنفجر...
و ذلك هو الأحمق لم يعلم أنها من ضلعه...
من ضلع آدم...
ابقَ كما أنت محاضرا غير متفرغ...
حتى دمرت أنوثتها و جعلتها تلك الفرعونية الشمطاء.