عمون - هناك العديد من المعوقات الشخصية والمجتمعية التي قد تحول دون تحقيق الإبداع عند المرأة. ومن بين تلك المعوقات:

تنوع أولويات النساء: قد تكون لدى النساء أولويات مختلفة قد تؤثر على قدرتهن على تحقيق تطلعاتهن المهنية والإبداعية. قد يقضي النساء وقتًا في رعاية أفراد أسرهن الذين يعتبرنهم أهم من العمل، مثل رعاية طفل مريض أو الآباء المسنين الذين يحتاجون للعناية الخاصة. قد تواجه النساء أيضًا صعوبة في موازنة العلاقات الاجتماعية والإبداع، وتعتبر بعضهن الرعاية الزوجية وتطوير الأطفال اجتماعيًا من بين الأولويات الرئيسية. بعض النساء يحاولن تنظيم وقتهن وتوزيعه بين تلك الأولويات والعمل الإبداعي، ولكن ذلك قد يكون صعبًا.

الخوف من النجاح: قد يعاني بعض النساء من متلازمة الخوف من النجاح، والتي تجعلهن يشعرن بالرفض من قبل أقرانهن عند تحقيقهن للنجاحات. قد يؤدي ذلك إلى هزّة في ثقتهن بأنفسهن وقدراتهن. في حال تأثر الفتيات بهذه المتلازمة أثناء مراحل التعليم، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على تطورهن. اكتشاف هذه المتلازمة ساهم في فهم التحديات التي تواجه النساء الموهوبات بشكل كبير.

سوء التخطيط أو غيابه: قد يؤثر عدم القدرة على التخطيط الواقعي على مستقبل الفتيات الموهوبات. قد لا يتعلمن كيفية التخطيط الجيد والتفكير بشكل صحيح في توازن بين الأسرة والعمل والدراسة. قد يتجاهل البعض الواقع الاقتصادي وعدم الاستدراك بأنه قد يحتاجن إلى العمل طوال حياتهن لتأمين أنفسهن وعائلاتهن. التخطيط الجيد يساهم في تمكين النساء الموهوبات من اتخاذ الخيارات الصحيحة في حياتهن.

عدم الثقة بالنفس: قد يشكك بعض النساء في قدراتهن على أداء أعمال معينة، وهذه الحالة تعرف بمتلازمة "الانتحال"، وتؤثر سلبًا على ثقتهن بأنفسهن. فقد يعتقدن أنهن غير مؤهلات للعمل الذي يتقدمن له، وقد يخشين عدم تصديق الآخرين لجهودهن ويتهمونهن بالاحتيال أو التزوير. وبالتالي، قد يتخلّين عن إنجازاتهن ومواهبهن بطرق مختلفة، مما يفوت عليهن العديد من الفرص التي تساعدهن على التقدم.

الثقافة المجتمعية: تؤثر الثقافة التي ينشأ فيها النساء على إمكانياتهن الإبداعية. بعض الثقافات قد تحد من ثقة النساء واعتمادهن على أنفسهن للقيام بأعمال إبداعية مهمة. قد يقبلن بأعمال تقل أهمية ويكونن راضيات عن ذلك. كما تنتشر الأفكار النمطية حول دور المرأة وقدراتها، وتحجب الفرص المتاحة لها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والأعمال والفنون.

أنماط التعليم: تؤثر أنماط التعليم السائدة في الإبداع. قد يكون الاهتمام بالتعليم العالي أقل بين النساء بسبب الوقت والجهد الذي يتطلبه هذا المستوى التعليمي. قد يكون عدد الفتيات اللاتي يتعلمن المواد العلمية والتقنية والهندسية والطبية قليلًا، وهذا يؤثر على أعداد النساء العاملات في تلك المجالات المبتكرة.

هذه بعض المعوقات الشخصية والمجتمعية التي قد تحول دون تحقيق الإبداع عند المرأة. ومع ذلك، يجب أن نعمل على تغيير هذه الظروف وخلق بيئة تسمح للمرأة بتطوير مهاراتها وتحقيق إمكاناتها الإبداعية بدون حواجز أو تمييز.

هناك بعض المعوقات الأخرى التي يمكن أن تحد من إبداع المرأة، ومنها:

عدم تقدير النفس: قد تضع المرأة نفسها في نهاية قائمة أولوياتها، وترفض القيام بأعمال تعتبرها أنانية. ومع ذلك، يجب على المرأة أن تفهم أهمية الاهتمام بنفسها وتحسين حياتها، وأن تتخذ قرارات تساهم في تحقيق طموحاتها وإبداعها.

عدم طلب المساعدة: قد يكون من الصعب على بعض النساء طلب المساعدة والاعتماد على الآخرين. ومع ذلك، يجب على المرأة أن تتعلم كيفية طلب المساعدة وقبولها، فالحصول على الدعم والمساندة من الآخرين يمكن أن يساعدها على التخفيف من الضغط وتحسين أدائها.

نفاذ الصبر بسرعة: قد ترغب بعض النساء في رؤية النتائج الإيجابية بسرعة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الاستسلام والتخلي عن الجهود المبذولة. يجب أن تتعلم المرأة تقدير الإنجازات الصغيرة والاستمرار في العمل بصبر وثبات حتى تحقق النجاح الكبير.

اعتقاد المرأة بأن الانعزال يسهل إبداعها: قد يعتقد بعض النساء أن الانعزال والابتعاد عن الآخرين يمكن أن يزيد من إبداعهن. ومع ذلك، يجب أن تتعلم المرأة كيفية التفاعل مع الآخرين وبناء علاقات إيجابية، فالمهارات الاجتماعية الجيدة تساهم في تحقيق النجاح الإبداعي.

غياب القدوة: يمكن أن يكون وجود قدوة للمرأة في مجال عملها مفيدًا جدًا. فقد يساعدها ذلك على وضع أهداف وتحقيقها بشكل أكثر منطقية. ومع ذلك، قد يعاني بعض النساء من غياب القدوة الملهمة، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على دافعيتهن وتحقيق النجاح في عملهن.

يمكن للمرأة نفسها التغلب على معوقات الإبداع عن طريق:

تحقيق الاستقلالية وتجاوز الأفكار النمطية والتحيزات الثقافية السائدة.
المشاركة في الأدوار القيادية والأنشطة غير المنهجية.
الحوار مع الآخرين وطرح الأسئلة وتكرار المحاولات واستفادة من الأخطاء.
المشاركة في مناقشات تتناول التحديات المتعلقة بالإبداع وتحديد عناصر النجاح في العمل الإبداعي.
تعلم التخطيط الجيد للمستقبل واستخدام أساليب الاتصال المختلفة.
إكمال التعليم الرسمي.
تكوين علاقات مع الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا قدوة للمرأة ويدعمونها.
تحديد أهداف ووضع خطة لتحقيقها.
من جانبه، يمكن للمجتمع المساهمة في تجاوز معوقات الإبداع عند المرأة من خلال:

توعية رواد الأعمال بأهمية الابتكارات التي تقدمها المرأة والتي تلبي الاحتياجات المختلفة.
تحديد المعوقات والتحديات التي تواجه المرأة في المجالات الإبداعية والريادة والتكنولوجيا، ودراسة كيفية التغلب عليها.
التعاون بين المؤسسات المختلفة لاتخاذ إجراءات تهدف إلى حل تلك المعوقات والتحديات.
التعرف على مواهب المرأة المبدعة وتشجيعها عن طريق التركيز على إنجازاتها الإبداعية.
تشجيع المرأة على التعبير عن التحديات التي تواجهها بأشكال مختلفة.
فهم العوائق الشخصية التي تحد من إبداع المرأة وحلها.
تشجيع المرأة الموهوبة على بناء علاقات مع نساء مبدعات أخريات.
تعريف المرأة بالمهن المستقبلية وتشجيعها على اختيار مجالات يمكنها أن تتألق فيها ووضع خطط لتحقيق النجاح فيها.
توفير التدريب على التفكير الإبداعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
تقديم الدعم المستمر للمرأة المبدعة في جميع المجالات وتجنب التقييم السلبي.
مساعدة المرأة على تطوير الثقة بنفسها وإيمانها بقدراتها على الإبداع.
تحقيق التسامح والمساواة بين الجنسين وتشجيع المرأة على المشاركة الفعّالة في المجالات الإبداعية يعزز من تقدم المجتمع وتطوره.